مآثر الابرار
مآثر الأبرار
ژانرونه
[ذكر طرف من أخبار عمار بن ياسر-رضي الله عنه-]
وأما عمار: فهو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس العنسي المذحجي، يكنى أبا اليقظان حليف بني مخزوم.
قال ابن عبد البر في كتاب (الاستيعاب): كان والد عمار عربي من قحطان من عنس في مذحج؛ فتقدم مكة مع أخوين له يقال لهما: مالك، والحارث في طلب أخ لهم رابع، فرجع الحارث ومالك إلى اليمن، وأقام ياسر بمكة فحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي، فزوجه أمة له يقال لها: سمية فولدت عمارا، فأعتقه أبو حذيفة.
فمن هاهنا كان عمار مولى بني مخزوم، وهو عربي لا يختلفون في ذلك، وللحلف والولاء الذي بين بني مخزوم وعمار وأبيه ياسر، كان اجتماع بني مخزوم على عثمان حين نال من عمار من الضرب، حتى انفتق له فتق في بطنه وكسروا ضلعا من أضلاعه؛ فقال بنو مخزوم: والله لئن مات لا قتلنا غير عثمان.
وكان عمار [وأمه] ممن عذب في الله، ثم أعطاهم عمار ما أرادوا بلسانه واطمأن الإيمان بقلبه، فنزلت فيه الآية:{إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان }[النحل:106]، وهذا مما أجمع عليه أهل التفسير، وهاجر إلى الحبشة، وصلى [إلى] القبلتين، وهو من المهاجرين الأولين، ثم شهد بدرا، والمشاهد كلها، وابتلي بلاء حسنا، ثم شهد اليمامة وقاتل فيها، ويومئذ قطعت أذنه.
قال بعضهم : رأيت عمارا يوم اليمامة على صخرة، وقد أشرف عليها يصيح: يا معشر المسلمين، أمن الجنة تفرون؟ أنا عمار بن ياسر هلموا إلي، وأنا أنظر إلى أذنه قد قطعت وهي تذبذب، وهو يقاتل أشد قتال.
مخ ۲۱۴