مآثر الابرار
مآثر الأبرار
ژانرونه
وروى ابن أبي الحديد بسنده عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال: أتيت مسجد رسول الله والناس يقولون: نعوذ بالله من غضب الله، وغضب رسوله، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: معاوية قام الساعة، فأخذ بيد أبي سفيان، فخرجا من المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ((لعن الله التابع والمتبوع، رب يوم لأمتي من معاوية ذو الأستاه)). قال : يعني كبير العجز.
وروي أيضا أن رسول الله قال لمعاوية: ((لتتخذن -يا معاوية- البدعة سنة، والقبيح حسنا، أكلك كثير، وظلمك عظيم)).
واعلم أنه لا خلاف بين الشيعة أجمع والمعتزلة، وأكثر فرق الأمة أن معاوية وعمرو بن العاص من أهل عداوة الله، وأنها تجب البراءة منهما؛ لفسقهما ومحاربتهما أمير المؤمنين حتى قتل بسببهما عدة من المهاجرين والأنصار وغيرهم من مشاهير المسلمين، بل قد ادعى بعض العلماء أن معاوية كافر، وروي عنه أشياء استدل بها على كفره، وهي مذكورة في مواضعها.
قال ابن أبي الحديد: ولا ريب في ظهور ضلاله وبغيه، وكل باغ غاو، وأنه [كان] مهتوك الستر، كثير الهزل والخلاعة، ولا يتستر إلا منذ [خرج] على علي -عليه السلام-، وإلا فقد كان في أيام عثمان شديد التهتك موسوما بكل قبيح، وكان في أيام عمر يستر نفسه قليلا خوفا منه، إلا أنه كان يلبس الحرير والديباج، ويشرب في آنية الذهب والفضة، ويركب البغلات ذوات السروج المحلاة وعليهن جلال الديباج والوشي، ونقل الناس عنه في كتب السير: أنه كان يشرب الخمر في أيام عثمان بالشام.
مخ ۲۰۷