111

قال أنس بن مالك : لما خرج رسول الله إلى تبوك استخلف عليا على المدينة وما هناك، فقال المنافقون عند ذلك: إن محمدا قد شنى ابن عمه ومله، فبلغ ذلك عليا فشد رحله وخرج من ساعته، فهبط جبريل -عليه السلام- يخبره بقول المنافقين في علي، وخروج علي للحاق به، فأمر رسول الله مناديا فنادى بالتعريس في مكانهم، قال: ففعلوا، ثم جاؤا إليه يسألونه عن نزوله في غير وقت التعريس فأخبرهم بما أتاه به جبريل عن الله، وأخبرهم أن الله عز وجل أمره بأن يستخلف عليا بالمدينة. قال: فركب قوم من أصحاب رسول الله ليتلقوه فما راموا مواضعهم إلا وقد طلع علي مقبلا. قال: فتلقاه رسول الله ماشيا وتبعه الناس فعانقوه رجل رجل، ثم جلس رسول الله وحوله الناس، فقال لعلي: (ما أقبل بك إلينا؟) فقص عليه القصة من قول المنافقين، فقال: ((ما خلفتك إلا بأمر الله [تعالى] وما كان يصلح لما هناك غيري وغيرك، أما ترضى -يا ابن أبي طالب- أن أكون استخلفتك كما استخلف موسى هارون، أما والله إنك مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي)).

قالوا: فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قسم للناس فرفع إلى علي قسمين، فأنكر ذلك القوم فقال رسول الله : ((أيها الناس، هل أحد أصدق مني ))؟ قالوا: لا، يا رسول الله. فقال: ((أما رأيتم صاحب الفرس الأبلق أمام عسكرنا في الميمنة مرة و[في] الميسرة مرة))؟

مخ ۲۰۳