قال الإمام المنصور بالله -عليه السلام-: وكذلك جميع مصنفات الغزالي له إلى الرواية لما فيها طرق بينة، والذي حمل الإمام على تعيين محفوظاته ومسموعاته، ومسنداته؛ لأن فقيها في عصره من شافعية اليمن أنشأ رسالة سماها (الخارقة) قدح فيها على المنصور، وسائر الزيدية، وقال: إنه يتولى الأولين من الزيدية دون المتأخرين؛ لأنه زعم أنهم خالفوا مذهب أسلافهم في العقائد، وفي أمور الصحابة، وصرح بأن الزيدية لا معرفة لهم بطرق رواية الحديث عن النبي ، فأجاب -عليه السلام- بكتاب (الشافي) وهو أربعة مجلدة كبار، احتوى المجلد الأول على ذكر أهل البيت -عليهم السلام- وذكر من عارضهم من بني أمية وبني العباس إلى وقت المنصور بالله؛ لأن فقيه الخارقة اختار الأئتمام بهم دون غيرهم من العترة الكرام، من غير مبالاة ولا احتشام فاحتاج المنصور بالله أن يذكر من تغلب على الملك من لدن معاوية بن أبي سفيان إلى وقت هذا الشافعي، فحقق له المنصور بالله معايبهم، وخروج أكثرهم عن حدود الدين فضلا عن أن يتسموا بإمرة المؤمنين مما هو موجود في السير، والتواريخ التي يستوي في الإطلاع عليها الموالف، والمخالف، والجاهل، والعارف، وكذلك ذكر أحوال من كان في عصرهم من أقمار العترة الأطهار وعترة النبي المختار، وكان المنصور كلما فرغ من ذكر المتعارضين من الفريقين، قال: فما تقول يا فقيه الخارقة، حلقتك الحالقة ؟ فصار هذا النبز لاصقا بهذا الفقيه؛ لأجل المقال الذي خرج من فيه، ولقد صدق الممثل الأول (رب كلمة تقول لصاحبها: دعني).
مخ ۹۱