137

معارج القبول بشرح سلم الوصول

معارج القبول بشرح سلم الوصول

پوهندوی

عمر بن محمود أبو عمر

خپرندوی

دار ابن القيم

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م

د خپرونکي ځای

الدمام

ژانرونه

السَّلَامُ بِهَذِهِ السُّورَةِ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حديث أبي سندا ا. هـ١. قُلْتُ: وَهَذِهِ السُّورَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي قَالَ فِيهَا النَّبِيُّ ﷺ: "إِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ" ٢ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى تَوْحِيدِ الْإِلَهِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ وَالْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ جَامِعَةٌ بَيْنَ الْإِثْبَاتِ لِصِفَاتِ الْكَمَالِ وَبَيْنَ التَّنْزِيهِ لَهُ تَعَالَى عَنِ الْأَشْبَاهِ وَالْأَمْثَالِ، مُتَضَمِّنَةٌ الرَّدَّ عَلَى جَمِيعِ طَوَائِفِ الْكُفْرِ مِنَ الدَّهْرِيَّةِ وَالْوَثَنِيَّةِ وَالْمَلَاحِدَةِ مِنَ الْمُشَبِّهَةِ وَالْمُعَطِّلَةِ وَأَهْلِ الْحُلُولِ وَالِاتِّحَادِ وَمَنْ نَسَبَ لَهُ الصَّاحِبَةَ وَالْوَلَدَ وَغَيْرِهِمْ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا. وَاللَّهُ أَعْلَمُ. "الْبَرُّ" وَصْفًا وَفِعْلًا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: اللَّطِيفُ٣. وَقَالَ الضَّحَّاكُ: الصَّادِقُ فِيمَا وَعَدَ٤. "الْمُهَيْمِنُ" قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَالسُّدِّيُّ وَمُقَاتِلٌ: هُوَ الشَّهِيدُ عَلَى عِبَادِهِ بِأَعْمَالِهِمْ٥، يُقَالُ: هَيْمَنَ يُهَيْمِنُ فَهُوَ مُهَيْمِنٌ إِذَا كَانَ رَقِيبًا على الشيء كا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [الْبُرُوجِ: ٩] وَقَوْلِهِ: ﴿ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ﴾ [يُونُسَ: ٤٦] وَقَالَ: ﴿أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ [الرَّعْدِ: ٣٣] وَقَالَ الْحَسَنُ: الْأَمِينُ٦، وَقَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ الرَّقِيبُ الْحَافِظُ٧، وقال ابن زَيْدٌ: الْمُصَدِّقُ٨، وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالضَّحَّاكُ: الْقَاضِي٩. وَقَالَ ابْنُ كَيْسَانَ: هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْكُتُبِ١٠، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِهِ ا. هـ.

١ الترمذي "٥/ ٤٥٢/ ح٣٣٦٥" في تفسير القرآن، باب ومن سورة الإخلاص وفيه أبو جعفر الرازي. ٢ ورد هذا اللفظ في عدة أحاديث منها ما رواه أبو سعيد الخدري: أن رجلا سمع رجلا يقرأ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ . يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي ﷺ فذكر ذلك له. وكأن الرجل يتقالها، فقال رسول الله ﷺ: "والذي نفسي بيده إنها تعدل ثلث القرآن". البخاري: "٩/ ٥٩" في فضائل القرآن، باب فضل قل هو الله أحد. وأبو داود "٢/ ٧٢/ ح١٤٦١" في الصلاة، باب في سورة الصمد. والنسائي "٢/ ١٧١" في الافتتاح، باب الفضل في قراءة قل هو الله أحد. والموطأ "١/ ٢٠٨" وأحمد "٣/ ٣٥-٤٣". "٣، ٤" البغوي "٥/ ٢٣٦ معالم التنزيل". "٥، ٦" البغوي "٥/ ٣٥٦ معالم التنزيل". "٧، ٨، ٩، ١٠" البغوي "٥/ ٣٥٦ معالم التنزيل".

1 / 143