Ma'alim al-Tawheed fi Fatiha al-Kitab
معالم التوحيد في فاتحة الكتاب
خپرندوی
دار المأثور
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م
د خپرونکي ځای
دار الأمل
ژانرونه
وجزاء من وحد الله: (عند الموت).
فمن حقق التوحيد وعاش عليه ختم له بخاتمة السعادة.
«فالتَّوحيد مفتاحُ دعوة الرُّسل، وهو أوَّل ما يُدْخَلُ به في الإسلام، وآخر ما يُخْرَجُ به من الدُّنيا، قال النَّبيُّ ﷺ: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ» (^١).
فهو أوَّل واجبٍ وآخرُ واجبٍ، فالتَّوحيد أوَّل الأمرِ وآخرُه».
وجزاء من وحد الله في الآخرة: «النجاة من النار دار البوار».
ثبت في الصحيحين من حديث عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الْأَنْصارِيَّ ﵁ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «فإن اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ» (^٢).
ومما يدلل على ذلك أيضًا ما ثبت عند البخاري من حديث أنس بن مالك ﵁ قال: كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النَّبيَّ ﷺ، فمرض، فأتاه النَّبيُّ ﷺ يعوده، فقعد عند رأسه، فقال له: «أَسْلِم»، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أَطِعْ أبا القاسم ﷺ؛ فأسلمَ.
فخرج النَّبيُّ ﷺ وهو يقول: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ» (^٣).
وكذلك جزاء مَن وحَّدَ الله في الآخرة: الفوز بالجنة.
عن أبي موسى الأشعريّ أنّ رسول الله ﷺ قال: «أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا مَنْ وَرَاءَكُمْ، أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ صَادِقًا بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ» (^٤).
وختامًا فإن التوحيد سبب النجاة من الخلود في النار، فقد تواترت الأحاديث عن النبي ﷺ أن الموحدين يخرجون من النار خلافًا للخوارج والمعتزلة.
(^١) مدارج السَّالكين (٣/ ٤٤٣) (بتصرف)، والحديث أخرجه أبو داود (٣١١٦) من حديث مُعَاذِ ابْنِ جَبَلٍ، وصحَّحه الألباني ﵀ إرواء الغليل (٣/ ١٤٩).
(^٢) أخرجه البخاري (٧٧)، ومسلم (٣٣).
(^٣) البخاري (١٢٩٠).
(^٤) أحمد (١٩٥٩٧) وقال محققه: حديث صحيح.
1 / 48