28

Ma'alim al-Tawheed fi Fatiha al-Kitab

معالم التوحيد في فاتحة الكتاب

خپرندوی

دار المأثور

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٤١ هـ - ٢٠٢٠ م

د خپرونکي ځای

دار الأمل

ژانرونه

الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (٢٢)﴾ [لقمان].
قال القرطبي ﵀: «قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ﴾. أي: يخلص عبادته وقصده إلى الله تعالى» (^١).
قال البغوي ﵀: «قوله تعالى: ﴿اللَّهِ﴾ يعني: لله، أي: يخلص دينه لله، ويفوض أمره إلى الله» (^٢).
وكلام القرطبي والبغوي إنما عنيا به وقصدا الانقياد والاستسلام.
وقال أبو جعفر النحَّاس ﵀: «قوله جل وعز: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا … إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (٣٥)﴾ [الصافات] أي: عن توحيد الله ﷿» (^٣).
الشرط الخامس: الصدق المنافي للكذب المانع من النفاق فمن نطقها بلسانه وأنكر حقيقتها ومدلولها بجنانه فإنها لا تنفعه ولا تنجيه، بل هو في جملة وتعداد المنافقين، الذين ذكرهم الله في كتابه فقال سبحانه في وصفهم: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ﴾ [المنافقون: ١].
فرد الله دعواهم تلك وأبطل زعمهم الكاذب بقوله سبحانه: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (١)﴾ [المنافقون].
قال الطبري ﵀: «﴿وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ﴾، إنما كذب ضميرهم لأنهم أضمروا النفاق، فكما لم يقبل إيمانهم، وقد أظهروه، فكذلك جعلهم كاذبين، لأنهم أضمروا غير ما أظهروا» (^٤).
وقال سبحانه أيضًا في وصفهم: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ

(^١) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي): ١٤/ ٧٠).
(^٢) البغوي (٦/ ١٨٢).
(^٣) معاني القرآن الكريم لأبي جعفر النحاس (٦ ص ٢٣).
(^٤) التفسير (٩/ ٣٩٠).

1 / 33