164

Ma'a Al-Mushakikin Fi Al-Sunnah

مع المشككين في السنة

پوهندوی

فاروق يحيى محمد الحاج

ژانرونه

٢ - قيل: معنى: (يُعَذَّبُ) أي: يتألم نفسيًا؛ لبكائهم. وأوردوا لذلك شواهد من اللغة.
وبهذا قال ابن جرير والقاضي عياض (^١)، ونصره شيخ الإسلام ابن تيمية (^٢) وجماعة من المتأخرين.
٣ - قيل: المراد بذلك هو: الكافر، وليس المؤمن، كما ذهبت إليه عائشة ﵂.
وقيل غير ذلك.
وكل هذه التأويلات صحيحة.
والله أعلم.

(^١) قال القاضي عياض: «وقيل: معناه: إنه يتعذب بسماع بكاء أهله ويرق لهم. وقد جاء هذا مفسرًا في حديث قيلة حين بكت عند ذكرها موت أبيها، فزجرها النبي ﵇ ثم قال: (إن أحدكم إذا بكى استعبر له صويحبه. فيا عباد الله لا تعذبوا إخوانكم). وإلى هذا نحا الطبري وغيره، وهو أولى ما يقال فيه؛ لتفسير النبي ﷺ في هذا الحديث ما أبهمه في غيره، ويندفع به الاعتراض بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ [الأنعام:١٦٤، والإسراء:١٥، وفاطر:١٨، والزمر:٧]». إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي عياض (٣/ ٣٧١ - ٣٧٢).
والحديث الذي ذكره القاضي عياض في كلامه السابق جاء عن قيلة بنت مخرمة ﵂ في حديث طويل، وفيه: أن رسول الله ﷺ قال: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ أُحَيْدَكُمْ لَيَبْكِي فَيَسْتَعْبِرُ إِلَيْهِ صُوَيْحِبُهُ. فَيَا عِبَادَ اللَّهِ لا تُعَذِّبُوا إِخْوَانَكُمْ). الطبقات الكبرى لابن سعد (١/ ٢٤٢)، والمعجم الكبير للطبراني (٢٥/ ١٠). وأحاديث هذا الجزء في المعجم الكبير للطبراني غير مرقمة. وقال الهيثمي عن سند الطبراني: «رجاله ثقات». مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي (٦/ ١٢)، رقم (٩٧٩٦). وقال ابن حجر: «حسن الإسناد». فتح الباري لابن حجر (٣/ ١٥٥).
(^٢) قال ابن تيمية: «وأما قول السائل: هل يؤذيه البكاء عليه؟ فهذه مسألة فيها نزاع بين السلف والخلف والعلماء، والصواب: أنه يتأذى بالبكاء عليه، كما نطقت به الأحاديث الصحيحة عن النبي ﷺ». مجموع الفتاوى لابن تيمية (٢٤/ ٣٦٩ - ٣٧٠).

1 / 165