ما وقع لبعض المسلمين من الرياضة الصوفية والغلو فيها - ضمن «آثار المعلمي»

Abd al-Rahman al-Mu'allimi al-Yamani d. 1386 AH
26

ما وقع لبعض المسلمين من الرياضة الصوفية والغلو فيها - ضمن «آثار المعلمي»

ما وقع لبعض المسلمين من الرياضة الصوفية والغلو فيها - ضمن «آثار المعلمي»

پوهندوی

عدنان بن صفا خان البخاري

خپرندوی

دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٤ هـ

ژانرونه

لهم، وإنَّما يمدُّهم الله بالمعجزات بقدرته عندما يشاء ذلك. نعم، من المعجزات ما تقتضي الحكمة أن يكون للنَّبي أثر فيه، كضرب موسى ﵇ البحر والحجر بالعصا (^١)، وكَرَمْي محمد ﵌ الكفَّار بالحصى (^٢)، وغير ذلك. ولذلك حكمةٌ، قد ذكرتُ بعضها في موضع آخر، ولعلَّه يأتي في الكلام عن المعجزة إن شاء الله تعالى. وهذا لا يخالف ما تقدَّم؛ فإنَّ الضَّرب الواقع من موسى ﵇ هو ضربٌ عاديٌّ، بقوَّته العاديَّة، وأمَّا الأثر المعجز فهو حاصل بمَحْض قدرة الله ﷿. وأمَّا ما في الحديث من قوله ﵌ للمصلِّين: «إنِّي أراكم من خلفي» (^٣) فالظَّاهر أنَّ هذه قوَّةٌ كان يجعلها له البارئ سبحانه ﷿ في الصَّلاة

(^١) أمَّا ضرب موسى ﵇ الحجر ففي قوله تعالى: ﴿فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا﴾ [البقرة: ٦٠]، وأمَّا ضربه ﵇ البحر ففي قوله تعالى: ﴿فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ﴾ [الشعراء: ٦٣]. (^٢) وقع ذلك منه ﷺ مرَّات، منها: ما رواه مسلم (١٧٧٧) من حديث سلمة بن الأكوع ﵁، وفيه: «.. ثم قبض قبضةً من تراب من الأرض، ثم استقبل به وجوههم، فقال: شاهَت الوجوه، فما خلق الله منهم إنسانًا إلَّا ملأ عينيه ترابًا بتلك القبضة، فولّوا مُدْبِرين، فهَزَمَهم الله ﷿». وفي الباب أيضًا حديث العبَّاس عند مسلمٍ أيضًا (١٧٧٥). وتُنظَر بقية المواضع ورواياتها في: «الدُّر المنثور» للسيوطي (٧/ ٧٢ - ٧٤). (^٣) أخرجه البخاري (٧١٨)، ومسلم (٤٢٦)، من حديث أنسٍ ﵁، بنحوه.

6 / 275