What Ibn al-Qayyim Narrated from Shaykh al-Islam
ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام
خپرندوی
دار القاسم
د چاپ کال
۱۴۲۷ ه.ق
ژانرونه
٧- معنى قوله تعالى: ﴿هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾
قال ابن القيم - رحمه الله -:
قال الله تعالى: ﴿هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴾ [الحجر: ٤١] قال الحسن: معناه صراط إليَّ مستقيم، وهذا يحتمل أمرين:
أن يكون أراد به أنه من باب إقامة الأدوات بعضها مقام بعض، فقامت أداة (على) مقام (إلى).
والثاني أنه أراد التفسير على المعنى، وهو الأشبه بطريق السلف، أي صراط موصل إلي.
وقال مجاهد: الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه، لا يعرج على شيء، وهذا مثل قول الحسن وأبين منه، وهو من أصح ما قيل في الآية وقيل: (علي) فيه للوجوب أي عليَّ بيانه وتعريفه والدلالة عليه. والقولان نظير القولين في آية النحل وهي ﴿وعلى الله قصد السبيل﴾ والصحيح فيها كالصحيح في آية الحجر أن السبيل القاصد وهو المستقيم المعتدل يرجع إلى الله ويوصل إليه، قال طفيل الغنوي:
مضوا سلفاً قصد السبيل عليهم وصرفُ المنايا بالرجال تشقلب
أي مرنا عليهم وإليهم وصولنا، وقال الآخر:
فهنَّ المنايا، أيَّ واد سلكته عليها طريقي أو عليَّ طريقها
فإن قيل: لو أريد هذا المعنى لكان الأليق به أداة (إلى) التي هي للانتهاء لا أداة (على) التي هي للوجوب ألا ترى أنه لما أراد الوصول قال ﴿إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (٢٥) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ [الغاشية: ٢٥ -٢٦] وقال ﴿إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ﴾ [يونس: ٧٠] وقال ﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ﴾ [الأنعام: ١٠٨]، وقال لما أراد الوجوب ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾، وقال ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ [القيامة: ١٧] وقال ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ﴾ [هود: ٦] ونظائر ذلك.
قيل في أداة (على) سرٌّ لطيف، وهو الإِشعار بكون السالك على هذا الصراط على هدى، وهو حق كما قال في حق المؤمنين ﴿ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ﴾، وقال لرسوله ﷺ ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ [النمل: ٧٩].
والله-عز وجل - هو الحق وصراطه حق و دينه حق، فمن استقام على صراطه فهو
14