ثم تولى آخرون، حتى آل الملك إلى الحارث الرائش، وهو أول التبابعة - ويقولون إن عددها 13 ملكا - وسمى بالرائش؛ لأنه أصاب غنائم كثيرة في غزواته وأدخلها أرض اليمن، فرشا الناس بالعطاء. (5)
ثم ملك بعده ذو القرنين، وسمي كذلك لضفيرتين من شعره، كان يرسلهما على قرنيه؛ أي جانبي رأسه، ويعتقدون أنه هو الذي ورد ذكره في القرآن الكريم. (6)
ثم تولى ذو المنار، وسمي كذلك لأنه كان يرفع المنارة ليهتدي بها. (7)
ثم تولى أفريقش، فغزا أرض المغرب، وبنى بها مدينة عظيمة. (8)
ثم تعاقب الملوك، حتى تولت بلقيس بنت شرحبيل، وقد فندنا ما ينسب إليها عند الكلام على ملكة سبأ. (9)
وأشهر التبابعة على الإطلاق هو أسعد أبو كرب، الذي زعموا أنه غزا أذربيجان وفارس، ولقي الترك وهزمهم، وقتل وسبا ثم رجع إلى اليمن، وهابته الملوك، وهادنه ملوك الهند، ثم رجع لغزو الترك، وبعث ابنه حسانا إلى الصغد، وابنه يعفر إلى الروم، وابن أخيه شمر يرعش إلى الفرس، وأن شمر لقي ملك الفرس فهزمه، وملك سمرقند - التي تذكر القصة أن اسمها مشتق من اسمه - فقتله، وجاز إلى الصين فوجد أخاه حسانا قد سبقه إليها، فأثخنا في القتل وانصرفا بما معهما من الغنائم إلى أبيهما، وبعث ابنه يعفر إلى القسطنطينية، فتلقوه بالجزية والإتاوة، فسار إلى رومية وحاصرها ... إلخ. (10)
ومن ملوكهم حسان بن تبع، وينسبون إليه أنه استباح طسما ونصر جديسا، كما بينا ذلك في فقرة [أقصوصة طسم وجديس]. (11)
ومن الملوك تبان أسعد، الذي يقال إنه بعد عودته من الغزو في المشرق مر بيثرب ليحاربها، لأنهم قتلوا ابنا له غيلة، فكان سكان المدينة - يثرب - يقاتلونه بالنهار ويقرونه بالليل، فأعجبه ذلك، وكلمه حبران من أحبار اليهود فمال إلى دينهم واعتنقه. (12)
ومن الملوك حسن بن تبان أسعد أبي كرب، ويقال إنه سار بالجيش يريد أن يطأ بهم أرض الأعاجم، حتى إذا وصلوا العراق كرهت حمير المسير معه، فكلموا أخا له يقال له عمرو فقتله وملكه الجيش، ولم ينهه من الحميريين إلا ذو رعين، الذي كتب رقعة وختمها وأعطاها للملك. (13)
ومنهم عمرو بن تبان أسعد، الذي منع عنه النوم عندما ولي الملك بسبب وخز ضميره لقتل أخيه، فأخذ يقتل كل رجل أشار عليه بقتل أخيه حتى خلص إلى ذي رعين فقال له: إن لي عندك براءة، قال: وما هي؟ قال: الكتاب الذي دفعت إليك، فأخرجه فإذا فيه البيتان الآتيان:
ناپیژندل شوی مخ