قال أبو بكر : وحدثني الطالقاني يوما وقد جاءني مسلما علي فقال: إنصرفت من عند أبى عيد الله محمد بن داود بن الجراح إليك وسألته عن قصته مع العباس بن الحسن ، وكيف لمعاملته (1) له في هذه الدولة، وكان هذا في أول ما ولي المقتدر بالله، فقال لي: أجيبك بما قال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
تبحشيم سخطي فخير بحثكم
نخيلة نفس كان نصحا ضميرها
اولن يلبث المكروه نفسا كريمة
إذا حركت أن يستمر مريرها
وما النفس إلا نطفهآ بقرارة
إذا لم تكدر كان صفوا غديرها (3) [18 آ]
قال: فعلمت أنهم قد كرهوه. واجتمع هؤلاء الأربعة ثتاب الدواوين، فكتبوا رقعة إلى العباس بن الحسن يستعطفونه، ويسألونه إجراءهم على عاداتهم في سعة إذنه، وطلاقة وجهه، ودفعوها إلى أبيه الحسن بن أيوب، فأخذها منهم فدفعها إليه، فوعده الجواب عنها. فلما خرج وقع على ظهرها بخطه : أما المحمدان: فشرهان نطفان أبطرتهما النعمة حتى تعديا طورهما في التسمحب، يعني محمد بن داود ومحمد بن عبدون، وأما العليان فإن لأحدهما نعمة يحامي عليها، وأما الآخر فمستشعر كبرا ومنتظر وحيا قد شما الوزارة من لحاهما، وعلي تقويم أود الجماعة وإصلاح فسادهم إن شاء الله.
~~قال أبو بكر : فستر الحسن عنهم ذلك، ودار في أفواه الناس فتحدوا به وكان مما يدعيه الحسين بن حمدان عليه أن سكر يوما عنده، قال فأخذ خاتمى من يدي وأنا لا أعلم وأنفذ إلى جاريتى مع خادم له يقول لها عني: إحضري ليسمع الوزير غناءك . وكنت قد خفت شيئا من هذا، فأكدت القول فيه مع الجارية قبل ذلك، فلم تصغ إلى قول الخادم. وكان الحسين بن حمدان بعد قتله العباسحين قدم بغداد وترك باب الشماسية) يخرج رقاعا يزعم أنها بخط العباس إلى جاريته يحبها (كذا)، عليه، ويعدها بكل شيء خطير نفيس، ويزهدها في الحسين، وأرانا تلك الرقاع. وكان الحسين يحلف مجتهدا أنه ما ارتكب ذلك من العباس حتى سمعه وهو
مخ ۳۵