بعدها وإنما هي أداة تشبيه إذا حذفت جرى ما بعدها على إعراب ما قبلها كقولك: فينا رجل كأسد ورأيت رجلًا كأسد ومررت برجل كأسد. تقول إذا ألقيته: فينا رجل أسد ورأيت رجلًا أسدًا ومررت برجل أسد فلا يجوز: زيد الأسد بالنصب لأن منزلتها منزلة مثل في قولك: زيد مثل بكر، تقول إذا حذفت مثلًا: زيد بكرٌ كما قال الله تعالى: (وأزواجهُ أمَّهاتهمْ) ولعمري أن قول سيبويه في الآية هو الوجه ومن قدر الكاف وحذفها فنصب ما يعدها فلأن ما قبلها منصوب.
وقال في قوله تعالى: (فزيَّلنا بينهمْ) هو فعلنا من زلت الشيء عن الشيء فأنا أزيله إذا نحيته والتشديد للتكثير ولا يجوز أن يكون فيعلنا من زوال يزول لأنه يلزم فيه الواو فيقال: زولنا. وحكى أنه فريء: فزايلنا من قولهم: لا أزايل فلانًا أي لا أفارقه ومعنى زايلنا وزيلنا واحد. انتهى كلامه.
أما قوله لا يجوز أن يكون فيعلنا من زال يزول لأنه يلزم فيه الواو فيقال زولنا صحيح من قبل أنه لو كان فيعلنا من زال يزول كان أصله زيولنا ثم تصير الواو ياء لوقوع الياء قبلها ساكنة ثن تدغم الياء في الياء فقال: زيلنا وذلك أن من شرط الياء والواو إذا تلاصقنا والأولى منهما ساكنة أن تقلب الواو يا ولا تقلب الياء واوًا كما زعم مكي فمما تقدمت فيه الياء قولهم في فيعل من الموت ميت ومن هان يهون سواد يسود هين
1 / 69