مبتدأ وهي مع ذلك جملة أمرية والجمل الأمرية لا تكاد تقع أخبارًا إلا نادرًا، وتمثيل هذا الذي قد قدره قائله وهو تقدير باطل قولك: فاتق الله كما أخرجك زيد من الدار وأي فائدة في انعقاد هذين الكلامين.
والقول الآخر التابع لما قبله في الرذالة والآخذ بالحظ الوافر من الاستحالة قول من زعم أن الكاف للقسم بمنزلة الواو. وهذا مما لا تجوز حكايته فضلًا عن تقبله وما علمت في مذهب أحد ممن يوثق بعلمه في النحو بصري ولا كوفي أن الكاف يكون بمنزلة الواو في القسم فلو قال قائل: كالله لأخرجن يريد والله لأخرجن لاستحق أن يبصق في وجهه، ثم أنه قد جعل هذا القسم واقعًا على أول السورة. وجعل ما التي في قوله: (كما أخرجك) بمعنى الواو فقال في حكايته: الأنفال لله والرسول والذي أخرجك. وذا لو كان على ما يلفظ به لوجب أن يكون فاعل أخرجك مضمرًا عائدًا على الذي وكيف يكون في أخرجك ضمرًا عائدًا على الذي وكيف يكون في أخرجك ضمير والفاعل ربك فكأنه قيل (له الأنفال لله والرسول والذي أخرجك ربك) ثم تعليقه لهذا الذي زعم أنه قسم بأول السورة يجري مجرى القول الذي قبله في تباعد المتعاقدين. وأما قوله: إن موضع الكاف نصب على أنها نعت لمصدر يجادلونك (فإنه أيضًا قول فاسد لأن قوله: يجادلونك) في الحق معناه: في إخراجك من بيتك وخروجهم معك
1 / 64