147

ما لم یونشر من الامالی الشجریه

ما لم ينشر من الأمالي الشجرية

پوهندوی

الدكتور حاتم صالح الضامن

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٤ م

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

ادب
بلاغت
قال أبو الحسين بن فارس في المجمل: المجون أن لا يبالي الإنسان بما صنع. فهذا دفع لما قاله أبو زكريا من جهة شعر العرب، ومن جهة قول أهل اللغة. وقال المتنبي يصف جيشًا في أرض قطعها ويخاطب الممدوح: جيشٌ كأنك في أرضٍ تطاوله ... والأرض لا أممٌ والجيش لا أمم يقول: بعدت الأرض وطالت فكأنها تطاول جيشك البعيد أطرافه. والأمم بين القريب والبعيد، ثم فسر هذا بقوله: إذا مضى علمٌ منها بدا علمٌ ... وإن مضى علمٌ منه بدا علم أراد بالعلم من الأرض الجبل، وبالعلم من الجيش الراية، ويقول: فلا الجبال تغنى ولا أعلام الجيش. قال أبو زكريا: ول قال وإن مضى عالم منه لكان أحسن في حكم الشعر لأن تكرير العلم في البيت كثر، وقوله وإن مضى عالم، يقلل من تردد العلم ويدل على كثرة الجيش. انتهى كلامه. وأقول: إن المتنبي لو قال ما ذهب إليه أبو زكريا فاستعمل العالم في موضع العلم كان قبيحًا في صناعة الشعر لأنه قد أتى بذكر العلم الذي هو الجبل مرتين فوجب أن يقابله بذكر العلم الذي هو الراية مرتين. وأما قوله: إنه لو قال مضى عالم، دل على كثرة. وكذلك ذكر العلم يدل على كثرة الجيش لأن العلم يكون تحته أمير معه عالم. فأما كراهيته لتكرير العلم، فقول من جهل ما في التكرير من التوكيد والتبيين

1 / 153