وتقول سوزان: «إنهم يصفقون لك ... الكلام الذي كنت تقوله لي في طريق حلوان، وكلمة شكر، هذا يكفي ثم تعود للاستماع.»
ويسير مؤنس مع والده إلى المنصة، فيجلس عليها، ويبدأ حديثه بالفرنسية يقول: «أحب - أيها السيدات والسادة - أن أتحدث إليكم حديثا قصيرا عن الصلة بين السلام وبين ديننا الإسلام ... إن اسم الإسلام اشتق من السلم، وإن المسلم في القرآن هو الذي يسلم الناس من لسانه ويده، وإن إبراهيم أبا الأديان السماوية قد جاء ربه بقلب سليم، وقد أسلم وجهه حنيفا، فالمسلمون أهل السلام.»
بين أعضاء المؤتمر أستاذ فرنسي تجلس إلى جانبه سيدة من شيلي، تقول السيدة: «هذا حديث بديع، بغير أوراق ولا مذكرات ...!» ويقول لها جارها الفرنسي: «وكيف تريدين أن يستعمل الأوراق والمذكرات ...؟» وتقول السيدة: «لقد انتقل الآن إلى الحديث عن «الصلاة»، يظهر أن معنى الكلمة الأصلي في اللغة العربية هو «الدعاء»، إنه يقول: إن هناك نصا تاريخيا لدعاء كان النبي يدعو به.»
ويتابع طه حسين الحديث قائلا: «كان الرسول
صلى الله عليه وسلم
يدعو بهذا الدعاء إذا تهجد في الليل، وهذه ترجمتي للدعاء، وهي لا تصور إلا قليلا بلاغة وجمال الأصل العربي، الدعاء هو: «اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد، أنت قيوم السموات والأرض، أنت الحق، ووعدك الحق، والجنة حق، والنار حق، والموت حق، والساعة حق».»
وتقول السيدة لجارها: «أريد أن أكتب هذا لأسجله.»
ويستمر طه حسين في محاضرته قائلا: «ويستمر الدعاء أيها السادة والسيدات فيتضمن فقرة كانت دائما أمام ناظري»
وتقول السيدة لجارها: «أمام ناظريه؟!»
ويقول طه حسين مستمرا في حديثه: «تضيء لي الطريق في حياتي كلها ...»
ناپیژندل شوی مخ