لقطة العجلان

القنوجي d. 1307 AH
59

لقطة العجلان

لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان

خپرندوی

دار الكتب العلمية-بيروت

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٥-١٩٨٥

د خپرونکي ځای

لبنان

قَالَ ابْن اسحق فَنزل قَوْله تَعَالَى ﴿مِنْهُ آيَات محكمات هن أم الْكتاب وَأخر متشابهات﴾ انْتهى وَلَا يقوم من الْقِصَّة دَلِيل على تَقْدِير الْملَّة بِهَذَا الْعدَد لِأَن دلَالَة هَذِه الْحُرُوف على تِلْكَ الْأَعْدَاد لَيست طبيعية وَلَا عقلية وَإِنَّمَا هِيَ بالتواضع والأصطلاح الَّذِي يسمونه حِسَاب الْجمل نعم إِنَّه قديم مَشْهُور وَقدم الِاصْطِلَاح لَا يصير حجَّة وَلَيْسَ أَبُو يَاسر وَأَخُوهُ حبي من يُؤْخَذ رَأْيه فِي ذَلِك دَلِيلا وَلَا من عُلَمَاء الْيَهُود لأَنهم كَانُوا بادية بالحجاز غفلا عَن الصَّنَائِع والعلوم حَتَّى عَن علم شريعتهم وَفقه كِتَابهمْ وملتهم وَإِنَّمَا يتلقفون مثل هَذَا الْحساب كَمَا تتلقفه الْعَوام فِي كل مِلَّة فَلَا ينْهض لِلسُّهَيْلِي دَلِيل على مَا ادَّعَاهُ من ذَلِك انْتهى كَلَامه وَقَالَ شَاذان الْبَلْخِي المنجم مُدَّة مِلَّة الْإِسْلَام ثَلَاثمِائَة وَعشر سِنِين وَقد ظهر كذب قَوْله وَللَّه الْحَمد وَقَالَ أَبُو معشر يظْهر بعد الْمِائَة وَالْخمسين من سني الْهِجْرَة اخْتِلَاف كثير وَلم يَصح ذَلِك وَقَالَ حراس إِن المنجمين أخبروا كسْرَى أنو شيروان بتملك الْعَرَب وَظُهُور النُّبُوَّة فيهم وَأَن دليلهم الزهرة وَهِي فِي شرفها والزهرة دَلِيل الْعَرَب فَتكون مُدَّة ملك نبوتهم ألفا وَسِتِّينَ سنة وَلِأَن طالع الْقُرْآن الدَّال على ذَلِك برج الْمِيزَان والزهرة صاحبته فِي شرفها قَالَ وَسَأَلَ كسْرَى وزيره بزرجمهر عَن ذَلِك فَأعلمهُ أَن الْملك يخرج من فَارس وينتقل إِلَى الْعَرَب وَتَكون ولادَة الْقَائِم بامرة الْعَرَب بِخمْس وَأَرْبَعين سنة من وَقت الْقرَان وَأَن الْعَرَب تملك الْمشرق وَالْمغْرب من أجل أَن المُشْتَرِي دَلِيل فَارس قد قبل تَدْبِير الزهرة دَلِيل الْعَرَب وَالْقرَان قد انْتقل من الْمُثَلَّثَة المائية إِلَى برج الْعَقْرَب مِنْهَا وَهُوَ دَلِيل الْعَرَب أَيْضا وَهَذِه الْأَدِلَّة تَقْتَضِي بَقَاء الْملَّة الإسلامية بِقدر دور الزهرة وَهُوَ ألف وَسِتُّونَ سنة شمسية

1 / 61