187

لمعات التنقيح في شرح مشکات المصابیح

لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح

پوهندوی

الأستاذ الدكتور تقي الدين الندوي

خپرندوی

دار النوادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

د خپرونکي ځای

دمشق - سوريا

ژانرونه

(١) كتاب (١) الإيمان . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ ١ - كتاب الإيمان الإيمان في أصل اللغة (إفعال) من الأمن متعدٍّ بنفسه، يقال: آمنه: جعله آمنًا، كقوله: والمؤمن العائذات الطير يمسحها (٢)، وقد نقل إلى معنى التصديق متعديًا بالباء باعتبار تضمين معنى الاعتراف، وباللام باعتبار معنى الإذعان، ثم نقل في الشرع إلى تصديق فيما أخبر، إما وحده وهو مذهب المحققين، أو مع الإقرار إن لم يمنع منه مانع، وهو قول الجمهور، أو مع الإقرار والعمل عند المعتزلة، وأما ما يحكى من المحدثين من أن الإيمان اعتقاد بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان، فالمراد الإيمان الكامل لا أصله كما اشتبه على أقوام من النظر في ظواهر عباراتهم، وقد صرحوا بما ذكرنا. وثمرة الاختلاف في كون الإقرار جزءًا من حقيقة الإيمان أم لا، تظهر في أن من

(١) الكتاب إما مأخوذ من الكتب بمعنى الجمع، أو الكتابة، والمعنى هذا مجموع أو مكتوب في الأحاديث الواردة في الإيمان، وإنما عنون به مع ذكره الإسلام أيضًا؛ لأنها بمعنى واحد في الشرع. "مرقاة المفاتيح" (١/ ١٠٧). (٢) هو قول الشاعر النابغة، وتمام البيت: والمؤمِنِ العائذَاتِ الطير يَمْسَحُهَا ... رُكْبَانُ مَكَّةَ بَيْنَ الغِيلِ والسَّنَدِ انظر: "مجمع الأمثال" (١/ ٨٧).

1 / 193