ويقول عزام: مثل المحامي.
ويقول فريد: ولو أن المعنى مختلف.
ويقول عزام: كيف؟
ويستمر الضحك. ويقول فريد: المتر هنا اختصار لمتر دي أوتيل؛ أي رئيس الخدم أو رئيس المكان.
ويقول عزام: وهل نحن في أوتيل؟
ويقول فريد: هذا لقب اصطلاحي.
ويقول عزام: لقب اصطلاحي يجعل خادم السكارى مثل المحامين الذين نشقى ربع قرن من حياتنا لنصبح مثلهم حاملين لقب متر. يناله هذا النادل القريب في اسمه العربي من النذل دون أي جهد.
ويرتفع الضحك على المنضدة مرة أخرى. ويقول فريد: وأي فارق بين الاثنين؟ - أنت لا ترى فارقا؟ - مطلقا. - فاترك كلية الحقوق يا أخي واعمل هنا. - يا ليت. - هل جننت؟ - أتعرف أن هذا الذي تسخر منه يكسب خمسة جنيهات في اليوم على الأقل. وقد يكسب أكثر؟ - يا نهار أسود من الحبر الكوبيا.
ويضج الثلاثة بالضحك حتى تلتفت إليهم العيون مرة أخرى. ويكمل عزام: مائة وخمسون جنيها في الشهر ... مائة وخمس...
ويقول فريد وهو يغالب الضحك: ماذا يكسب المحامي؟ - إن كسب عشرة جنيهات في الشهر في أول حياته تكون نعمة. - أرأيت؟ - وبئس ما رأيت. - ومع ذلك، أي فارق بين الاثنين؟
ناپیژندل شوی مخ