والقراءةُ على لغةِ أهلِ الحجازِ؛ لموافقةِ الكِتَابِ.
* أهلُ الحجازِ يُؤَنِّثُون «الْبَقَرَ»، فيقولون: هذه بقرٌ، وكذلك: الشَّعِيرُ، والنَّخْلُ، وكلُّ جَمْعٍ كانت واحدتُه [بالهاءِصحـ] (١)، وجَمْعُه بطرحِ الهاءِ، فإنهم يُؤَنِّثُونه، ورُبَّما ذَكَّرُوا، قال اللهُ ﷿: ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾، بالتأنيثِ، وقال في موضعٍ آخَرَ: ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنقَعِرٍ﴾، والأغلبُ عليهم التأنيثُ.
وأهلُ نجدٍ يُذَكِّرُون، ورُبَّما أَنَّثُوا هذه الحروفَ، والتذكيرُ الغالبُ عليهم.
هذا لقولِ اللهِ ﷿: ﴿إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا﴾، فمَن ذَكَّرَ نَصَب الهاءَ، ومَنْ أَنَّثَ رفع الهاءَ وشَدَّد الشينَ؛ لأنه يريدُ: تَتَشَابَهُ علينا، وهي في حرفِ عبدِ اللهِ: «إِنَّ الْبَقَرَ مُتَشَابِهٌ عَلَيْنَا».
* ﴿وَإِنَّا إِن شَاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ﴾، لغةُ أهلِ الحجازِ بتركِ الإِدْغامِ.
وكثيرٌ من قَيْسٍ وتَمِيمٍ يقولون: «مُهَدُّونَ»، يُدْغِمُون التاءَ، ويَنْصِبُون الهاءَ، ورُبَّما رَفَعوا الهاءَ برَفْعَةِ الميمِ، فقالوا [خ: فيقولون]: «مُهُدُّونَ»، كما قَالَوا: ﴿يِهِدِّي﴾.
أَنْشَدَنِي بعضُ بني تَمِيمٍ:
وَإِنَّهُمُ الْوُلَاةُ وَإِنَّ مِنْهُمْ ... رَسُولُ الرَّحْمَةِ الْهَادِ الْمُهُدِّي
بضمِّ الهاءِ، يريدُ: المُهْتَدِي.
_________
(١) في النسخة: «بالياءِصـ».
1 / 27