جاء بها الكتابُ؛ بالصادِ.
وعامةُ العربِ يجعلونها سينًا، فيقولون: السِّراطُ، بالسينِ.
حدَّثني محمدٌ، قال: حدَّثنا الفرَّاءُ، قال: حدَّثني سُفْيانُ بنُ عُيَيْنةَ، عن (١) عَمْرٍو، عن ثابتٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ، أنه قَرَأَها بالسينِ.
وبعضُ قَيْسٍ يُسَمِّنُ الصادَ، فيقولُ: الصَراط، بين الصادِ والسينِ.
وكان حمزةُ يَقرأُ: الزِّرَاطَ، بالزايِ، وهي لغةٌ لعُذْرَةَ وكَلْبٍ وبني القَيْنِ، يقولون: اُزْدُقْ، فيجعلونها زايًا؛ لانْجِزَامِها.
ولا تَدْخُلُ هذه اللغةُ في قوله: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾؛ لأنها متحركةٌ، وقد قالت العربُ: الأَزْدُ والأَسْدُ، وهذا من ذلك.
* ﴿أَنْعَمْتَ عَليْهم﴾، وفي «عَليْهم» لغتان: فأما قُريْشٌ وأهلُ الحجازِ ومَنْ حَوْلَهم من فصحاءِ اليمنِ فإنهم يقولون: عَلَيْهُم، برَفْعِ الهاءِ، وعَلَيْهُمَا، وعَلَيْهُنَّ، و﴿يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهُ الذِّكْرُ﴾، و﴿لَا رَيْبَ فِيهُ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾، ﴿ومَا تَنَزَّلَتْ بِهُ الشَّيَاطِينُ﴾، ونَزَلْتُ بهُ، فيرفعون الهاءَ.
وأهلُ نجدٍ من أَسَدٍ وقَيْسٍ وتَمِيمٍ يكْسِرُونَها (٢)، فيقولون: عَلَيْهِ، وعَلَيْهِمَا، وعَلَيْهِم.
وأما كِنَانةُ وبعضُ بني سَعْدِ بنِ بَكْرٍ -وهم أَرِبَّاءُ النبيِّ صلى الله عليه-
_________
(١) في النسخة: «عَِن».
(٢) في النسخة: «وَيكْسِرُونَها».
1 / 10