منها تفصيل المسند إليه مع الاختصار نحو: جاء زيد وعمرو، فإن فيه تفصيلا للفاعل بأنه زيد وعمرو من غير دلالة على تفصيل الفعل بأن المجيئين كانا معا أو مرتبين مع مهلة أو بلا مهلة.ومنها تفصيل المسند كذلك نحو: جاءني زيد فعمرو أو ثم عمرو أو جاء القوم حتى خالد، فالثلاثة تشترك في تفصيل المسند إلا أن الفاء تدل على التعقيب من غير تراخ، وثم على التراخي وحتى على أن أجزاء ما قبلها مرتبة في الذهن من الأضعف إلى الأقوى أو بالعكس، فمعنى تفصيل المسند فيها أي حتى أن يعتبر تعلقه بالمتبوع أولا، وبالتابع ثانيا من حيث إنه أقوى أجزاء المتبوع أو أضعفها، ولا يشترط فيها الترتيب الخارجي لجواز أن يكون ملابسة الفعل لما بعدها قبل ملابسته للأجزاء الأخر التي قبلها نحو: مات كل أب لي حتى آدم، وهذا معنى قوله تفصيلا لأحد الجزأين: أي المسند إليه، أو المسند.
ومنها رد السامع عن الخطأ في الحكم إلى الصواب نحو: جاءني زيد لا عمرو لمن اعتقد أن عمرا جاءك دون زيد، أو أنهما جاءاك جميعا فيكون على الأول قصر قلب، وعلى الثاني قصر إفراد ومراده بالحق الصواب.
ومنها صرف الحكم عن محكوم عليه إلى محكوم عليه آخر نحو جاء زيد بل عمرو، وما جاء زيد بل عمرو فإن بل للإضراب عن المتبوع وصرف الحكم إلى التابع ومعنى الإضراب عن المتبوع أن يجعل في حكم المسكوت عنه لا أن ينفى عنه الحكم قطعا.
ومنها الشك من المتكلم في المسند إليه نحو: جاء زيد أو عمرو إذا علم بمجيء أحدهما لا بعينه.ومنها التشكيك: أي إيقاع المتكلم السامع في الشك بأن يكون المتكلم عالما لكنه يريد تشكيك المخاطب كالمثال المتقدم.ومنها الإبهام وهو أن يكون المتكلم عالما بالنسبة ولكنه أبهم على المخاطب لنكتة نحو {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} والنكتة في الآية أن لا يزيد إنكار المخاطبين ولجاجهم.وقوله وغير ذلك من الأحكام كالتخيير والإباحة، والمثال ظاهر، والفرق بينهما مثله.قال:
مخ ۵۳