إحضاره بعينه في ذهن السامع ابتداء باسمه الخاص به، فاحترز بعينه أي شخصه عن إحضاره باسم جنسه نحو: رجل عابد زارني، وبابتداء: أي أول مرة عن نحو جاءني زيد وهو راكب: فإنه وإن حصل فيه الإحضار في ذهن السامع بواسطة العلم أيضا، لكن لا ابتداء بل ثانيا وباسمه الخاص به عن إحضاره بضميره أو إشارته أو غير ذلك نحو قوله تعالى {قل هو الله أحد}.
ومنها التبرك نحو محمد رسول الله.
ومنها التلذذ بذكره نحو: محمد يجب على كل أحد محبته.
ومنها الاعتناء بشأنه إما لترغيب أو تحذير أو تنبيه، وهو المراد بقوله عناية، مثال الأول زيد صديقك فلا تهمله، ومثال الثاني: زيد مخادع فلا تركن إليه، ومثال الثالث: زيد لا ينبغي الاجتماع عليه.
ومن ذلك التفاؤل نحو سعد في دارك والتطير أي التشاؤم نحو السفاح في دارك، أو التسجيل على السامع وغيره كما تقدم.
ومنها التعظيم نحو محمد سيد الأنام، ومنها الإهانة نحو مسيلمة كذاب، ومنه الكناية عن معنى يصلح له العلم نحو أبو لهب فعل كذا كناية عن كونه جهنميا بالنظر إلى الوضع الأول الإضافي لا الثاني اللقبي؛ لأن معناه ملازم النار وملابسها، ويلزمه أنه جهنمي، فيكون انتقالا من الملزوم إلى اللازم، وهذا القدر كاف في الكناية، وليس المراد أن واضع هذه الكنية لحظ من المكنى بها ذلك المعنى لغة، لأن الظاهر خلافه؛ إذ قيل: إنما سمي بذلك لأن لونه كان ملتهبا، والمراد بأبي لهب في المثال: الشخص المعلوم، ومن فهم خلاف ما تلوته عليك فيكفيه رد السعد عليه في شرح الأصل.
قال:
وكونه بالوصل للتفخيم = تقرير او هجنة او توهيم
مخ ۴۴