التوفيق نتاج آرائه، والنصر حليف راياته، والإصابة سهم خطراته، والأقدار خدم عزماته، الدنيا في ظله كالعروس يتردد ماء النعمة على نحرها، ويتراءى ابتسام الغبطة من ثغرها، قد ألقت الدنيا إليه أزمتها، وملكته الأرض أعنتها، وطأ الله له مهاد الملك، وأعطاه مفاتيح الأرض، أعلى الله كلمته وحكمته ويده، وجنده، وجمع أسباب لسعادة عنده، قد ملكه الله أقطار بلاده، ونواصي عباده، سعادته تدع الدروب صحاصح، والبحور ضحاضح، ومغالق الدنيا على يده مفاتح، وأيام دولته مناجح، قد ساق الله إليه عظام المناتح، وكتب له صحائف النصر بأقلام الصفائح، السعادات إلى حضرته تتوالى توالي الأقطار، وتعم رحمته كافة النواحي والأقطار، توفر على الأطراف فحرسها، وعمد لآثار السوء فطمسها، لم يدع للباطل علما إلا وضعه، ولا ركنا للظلم إلا ضعضعه، قد حقن الدماء، وساس الدهماء، وهذب الأعمال، وثمر الأموال، قد أدرك الثار، وحسم الشر المثار، وأحسن الآثار.
ذكر الحضرة
حضرة مولانا موقع الوفود، ومطلع الجود، حضرته ملقى الرحال، وملتقى الرجال، وقبلة الآمال، مثابة المجد، وكعبة الملك، جناب وسيع، ومزار مريع، محط رحل الكرم، وغاية مبلغ الهمم، جناب رحب، ومورد عذب، كعبة الآمال ومحط الرحال، وقبلة الزجال، هي عرصة العدل، وساحة الفضل، مفرع الشكر، ومصرع الفقر، هي كعبة المحتاج، إن لم تكن كعبة الحجاج، ومشعر الكرم، إن لم تكن مشعر الحرم، ومنى الضيف إن لم تكن من الخيف وقبلة الصلات، إن لم تكن قبلة الصلاة.
مخ ۲۸