وقال الحافظ ابن عساكر: «اجتمعت به دمشق وأنشدني قصائد من شعره سنة ٥٥٨ وقال لى أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي: إن الأمير مؤيد الدولة أسامة شاعر أهل الدهر، مالك عنان النظم والنثر، متصرف فى معانيه، لاحق بطبقة أبيه. ليس يستقصى وصفه بمعان، ولا يعبر عن شرحها بلسان.
فقصائده الطوال لا يفرق بينها وبين شعر ابن الوليد، ولا ينكر على منشدها نسبتها إلى لبيد. وهى على طرف لسانه، بحسن بيانه، غير محتفل بطولها، ولا يتعثر لفظه العالي فى شيء من فضولها وأما المقطعات فأحلى من الشهد، وألذّ من النوم بعد طول السهد، فى كل معنى غريب وشرح عجيب «١»» .
وقد سمع منه من الكبراء الأجلّاء: الحافظ أبو سعد السمعانى عبد الكريم بن محمد (٥٠٦- ٥٦٢) وهو صاحب كتاب الأنساب. والحافظ ابن عساكر، وهو أبو القاسم علي بن الحسن (٤٩٩- ٥٧١) صاحب تاريخ دمشق.
والعماد الكاتب الأصبهانى، واسمه محمد بن محمد بن حامد (٥١٩- ٥٩٧) .
والحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي (٥٤١- ٦٠٠) وغيرهم.
مؤلفاته
(١) (لباب الآداب)، وهو هذا الكتاب الذى نقدمه للقراء، وألفه وهو ابن إحدى وتسعين سنة، كما ذكر فى آخره، ولم يطبع قبل الآن (٢) (الاعتبار)، وهو كتاب طريف فى سيرته وأحواله، وألفه وهو ابن تسعين سنة، كما نص على ذلك فيه (ص ١٦٣) . وقد طبع مرتين: الأولى فى ليدن سنة ١٨٨٤- ١٨٨٦ باعتناء الأستاذ هرتويغ در نبرغ. والثانية: فى مطبعة جامعة برنستون بالولايات المتحدة سنة ١٩٣٠ باعتناء الأستاذ فيليب حتى، وهى
المقدمة / 25