وعن أبي المجالد الجهني قال: كان زيد بن وهب «١» إذا خرج عطاؤه لم يدع أحدًا من كبار أهل ربيعة إلا كساه ثوبًا، ويهب لمن كان صغيرًا درهما، فلا والله ما رأيت ألفي درهم أعظم بركة من ألفي درهم زيد بن وهب.
وذلك: أن القبيلة يظلون فرحين من ثياب وطعام ودراهم: الصغير والكبير.
وقدم على مخلد «٢» بن يزيد بن المهلب رجل قد كان زاره فأجازه وقضى حوائجه، فلما عاد قال له مخلد: ألم تكن أتيتنا فأجزناك؟ قال: نعم.
قال: فما ردك؟ قال: قول الكميت فيك:
فأعطى ثم أعطى ثم عدنا ... فأعطى «٣» ثم عدت له فعادا
مِرارًا ما أعود إليه إلا ... تبسَّم ضاحكًا وثنى الوسادا
فاضعف له مخلدٌ ما كان أعطاه.
عن إسماعيل بن عبد الله قال: قدم الراعي الشاعر على خالد بن عبد الله القسري ومعه ابنه جندل، فكان يغشاه مع أبيه، ثم فقده، فقال له: ما فعل ابنك؟ فقال: توفي- أصلح الله الأمير- بعد أن زوَّجته وأصدقته. فأمر له خالد بدية ابنه وصداقه. فقال الراعي:
ودَّيتَ ابن راعي الإبل إذ حان يومه ... وشقَّ له قبرًا بأرضك لاحدُ
وقد كان مات الجود حتى نعشتهُ «٤» ... وذكّيت نار الجود والجود خامد