43

Love of the Messenger Between Following and Innovation

محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

خپرندوی

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٤هـ

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

ونقل ابن حجر في شرح هذا الحديث عن بعض الزهاد أن: (تقدير الكلام لا تصدق في حبي حتى تؤثر رضاي على هواك وإن كان فيه الهلاك. . . . وقال الخطابي (١) حب الإنسان نفسه طبع، وحب غيره اختيار بتوسط الأسباب وإنما أراد ﵊ حب الاختيار إذ لا سبيل إلى قلب الطباع وتغييرها عما جبلت عليه) . ثم يستطرد ابن حجر معلقا على كلام الخطابي فيقول: (فعلى هذا فجواب عمر أولا كان بحسب الطبع، ثم تأمل فعرف بالاستدلال أن النبي ﷺ أحب إليه من نفسه لكونه السبب في نجاتها من المهلكات في الدنيا والأخرى، فأخبر بما اقتضاه الاختيار ولذلك حصل الجواب بقوله: «الآن يا عمر» أي الآن عرفت فنطقت بما يجب) (٢) . إذا فلم يكن حصول المحبة عند عمر ﵁ أمرا جديدا على نفسه وإنما كان الجديد لديه هو إدراكه لتلك المحبة والتفاته إليها. وفي هذا الحديث إشارة إلى فضيلة التفكر. فإن عمر ﵁ لما أجاب أول الأمر لم يكن قد تفكر في كون الرسول ﷺ أحب إليه من نفسه، فلما استوقفه الرسول ﷺ وراجعه تفكر وامتحن نفسه فإذا به يصل إلى النتيجة المطلوبة. وهي كون الرسول ﷺ أحب إليه من نفسه.

(١) هو أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي. نسبة إلى زيد بن الخطاب (٣١٩- ٣٨٨) إمام. محدث. له في الحديث اليد الطولي. فهو أول من شرح البخاري. فقيه. من تصانيفه: أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري، ومعالم السنن في شرح سنن أبي داود، وغريب الحديث، ورسالة في العزلة، وشأن الدعاء، والغنية عن الكلام وأهله، وغيرها. انظر البداية والنهاية ١١ / ٢٣٦، وتذكرة الحفاظ للذهبي، ٣ / ٢٠٩. (٢) فتح الباري، ١١ / ٥٢٨.

1 / 48