175

Love of the Messenger Between Following and Innovation

محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

خپرندوی

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٤هـ

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

واعتقاد ابن عربي أن النبي ﷺ كان بحقيقته موجودا استنادا إلى حديث " كنت نبيا وآدم بين الماء والطين " اعتقاد باطل لبطلان هذا الحديث وعدم صحته وثبوته وعلى فرض صحته فإنه لا يؤدى إلى نفس المعنى لأن الأشياء لا تكون موجودة بحقائقها إلا حين توجد، ولا فرق في ذلك بين الأنبياء وغيرهم ولم تكن حقيقته ﷺ موجودة قبل أن يخلق إلا ما كانت حقيقة غيره بمعنى أن الله علمها وقدرها. لكن كان ظهور خبره واسمه مشهورا أعظم من غيره، فإنه كان مكتوبا في التوراة والإنجيل وقبل ذلك (١) كما روى الإمام أحمد في مسنده عن العرباض ابن سارية، عن النبي ﷺ قال: «إني عبد الله في أم الكتاب لخاتم النبيين وأن آدم لمنجدل في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام، وكذلك ترى أمهات النبيين صلوات الله عليهم» (٢) . . وحديث ميسرة الفجر: «قلت يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ وفي لفظ متى كتبت نبيا؟ قال: " وآدم بين الروح والجسد» (٣) . . قال ابن تيمية: (ولهذا يغلط كثير من الناس في قول النبي ﷺ في الحديث الصحيح الذي رواه ميسرة قال: «قلت يا رسول الله متى كنت نبيا؟ وفي رواية - متى كتبت نبيا؟ قال: وآدم بين الروح والجسد» . فيظنون أن ذاته ونبوته وجدت حينئذ، وهذا جهل فإن الله إنما نبأه على رأس أربعين من عمره وقد قال له: (. . ﴿بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [يوسف: ٣] (٤) .

(١) انظر مجموع الفتاوى، ٢ / ٢٣٦ - ٢٣٩. (٢) المسند، ٤ / ١٢٧، ١٢٨، وأخرجه الحاكم في المستدرك، ٢ / ٦٠٠، وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. (٣) أخرجه أحمد في المسند ٥ / ٥٩، والحاكم في المستدرك، ٢ / ٦٠٨ - ٦٠٩، وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح، ٨ / ٢٢٣. (٤) سورة يوسف، آية: ٣.

1 / 185