Love of the Messenger Between Following and Innovation
محبة الرسول بين الاتباع والابتداع
خپرندوی
رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٤هـ
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
ومراتبه، فهو العالم الأصغر الذي انعكست في مرآة وجوده كل كمالات العالم الأكبر (الله) . أو كمالات الحضرة الإلهية الأسمائية والصفاتية. فأكمل الموجودات على الإطلاق هو الحق، وأكمل مظهر للحق هو الإنسان الكامل (١) . والإنسان الكامل عند ابن عربي هو الإنسان الذي تجلى فيه الحق، أكمل تجل وأعظمه، ولا يصدق هذا إلا على الأنبياء والأولياء. وأكمل هؤلاء جميعا هو محمد ﷺ. ولا يقصد ابن عربي بذلك شخص الرسول ﷺ بل يقصد به الحقيقة المحمدية الأزلية القديمة التي تعتبر. الروح التي ظهرت في الأنبياء والأولياء، أو التي كان الأنبياء والأولياء صورا لها ولذلك يسميها بالروح المحمدي أو روح الخاتم (خاتم الرسل) (٢) . فالحقيقة المحمدية- في نظر ابن عربي - هي أكمل مجلى خلقي ظهر فيه الحق، بل يعتبرها الإنسان الكامل والخليفة الكامل بأخص معانيه. وكمال الشيء عنده متوقف على عدد الأسماء والصفات الإلهية المتجلية فيه، فإذا كان كل واحد من الموجودات يعتبر مجلى خاصا لبعض الأسماء الإلهية التي هي أرباب له، فإن محمدا ﷺ عند ابن عربي - قد انفرد بأنه مجلى للاسم الأعظم الجامع لجميع تلك الأسماء، وهو الله. ولهذا كانت له مرتبة الجمعية المطلقة (جمع كمالات الأسماء والصفات) ومرتبة التعين (التجلي) الأول الذي تعينت به الذات الأحدية. ومعنى ذلك أن الحقيقة المحمدية هي أول شيء تجلى فيه الحق وظهر، وإن شئت قلت إنها هي الحق ذاته ظاهرا لنفسه في أول تعين من تعيناته في صورة العقل الحاوي لكل شيء، المتجلي في كل كائن عاقل (٣) . ولذلك يعرف غلاة الصوفية الحقيقة المحمدية بأنها (هي الذات مع التعين الأول، وهو الاسم الأعظم) (٤) .
(١) انظر: الفصوص، ص ٥٤- ٥٥. (٢) انظر: نظريات الإسلاميين في الكلمة. لأبي العلاء عفيفي، مقال بمجلة كلية الآداب. جامعة الملك فؤاد (القاهرة) سنة ١٩٣٤م، ج١، المجلد الثاني، ص٣٣ - ٧٥. (٣) انظر: التعليقات على فصوص الحكم لأبي العلاء عفيفي، ٢ / ٣٢٠- ١ ٣٢. (٤) انظر: التعريفات للشريف الجرجاني، ص٩٠، ط دار الكتب العلمية، بيروت.
1 / 178