148

Love of the Messenger Between Following and Innovation

محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

خپرندوی

رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد إدارة الطبع والترجمة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٤هـ

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

[المبحث الثالث الغلو في ذات الرسول ﷺ عند الشيعة] المبحث الثالث الغلو في ذات الرسول ﷺ عند الشيعة إن من العقائد الثابتة التي أكدتها نصوص الشرع وأجمعت عليها الأمة أن رسل الله أجمعين بشر من جنس المرسل إليهم. كما جرت بذلك سنة الله في المرسلين. ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا﴾ [الأحزاب: ٦٢] (١) وإن الرسول ﷺ لم يكن بدعا من الرسل بل كان بشرا مثلهم يوحى إليه. وبشرية الرسول ﷺ أمر واضح لكل من قرأ القرآن أو تصفح السنة أو قلب نظره في سيرته وأحواله. ومع وضوح هذا الأمر لعامة المسلمين وخاصتهم إلا أننا نرى بعض الطوائف المنتسبة إلى الإسلام غلت في الرسول ﷺ بما يخرجه عن حد البشرية، ولقد كان الشيعة أول من فتح باب الغلو في الأشخاص وذلك بغلوهم في علي ﵁ وذريته حتى ذهبوا في ذلك مذاهب شتى فمنهم من ادعى أن عليا وذريته معصومون ومنهم من ادعى أن عليا كان نبيا، ومنهم من غلا فيه حتى ادعى أنه إله وأن روح الإله حلت فيه وفي الأئمة من ذريته (٢) ولما كان علي ﵁ ابن عم رسول الله ﷺ وزوج ابنته، ووصيه وخليفته من بعده- على مذهبهم- كان طبعيا أن يبتدأ غلوهم من رسول الله ﷺ ويأخذ دور التسلسل إلى علي ﵁ والأئمة من ذريته، لذلك نجد لدى غلاة الشيعة عقائد باطلة تدور حول أزلية وجود الرسول ﷺ وأسبقيته على الكون وأنه ليس كسائر البشر، بل هو مخلوق من نور.

(١) سورة الأحزاب، آية (٦٢) . (٢) انظر: عقائد الشيعة في مقالات الإسلاميين للأشعري، ص٥ وما بعدها والفرق بين الفرق للبغدادي، ص ٢٩ وما بعدها.

1 / 158