170

Literary Criticism and Its Modern Schools

النقد الأدبي ومدارسه الحديثة

خپرندوی

دار الثقافة-بيروت

د ایډیشن شمېره

الأولى

د خپرونکي ځای

لبنان

ژانرونه

حادًا، بينا استعار في نفس الوقت كثيرًا من مبادئ ذلك التوجيه وقسطًا وافرًا من مصطلحاته.
ومن أكبر المشكلات التي يثيرها نقد اليوت مشكلة الناقد الذي يتفق له أن يكون أديبًا خالقًا ذا شأن. فمن بين النقاد الذين نعرض لهم في هذا الكتاب نجد عددًا لا يكتبون إلا نقدًا أو دراسات ومن هؤلاء بروكس ورتشاردز وكارولاين سبيرجن ومود بودكين. أما أمثال ونترز وبلاكمور وامبسون وبيرك فهم شعراء أو قصصيون يتفاوتون درجات في الأهمية والبراعة الأدبية، إلا اليوت فإنه شاعر خالق من الطراز الأول، وذو شأن كبير. وقد أصاب ماثيسون حين ذكرنا بأن اليوت " يقف في سلسلة الشعراء النقاد، وهي السلسلة التي تبدأ بالشاعرين جونسون ودريدن وتضم صمويل جونسون وكولردج وآرنولد ". ولقد أحرز ما أحرزه من بسطة في التأثير، لأنه كان كذلك؟ ذا صنعة يتحدث عما يعرفه حديث دراية، لا بالواسطة.
وأكبر ممجد للشاعر الناقد في عصرنا؟ على وجه متميز؟ هو بوند الذي يقول في بعض المواطن " لا تلقوا انتباهًا لذلك النقد الذي يصدر عن ناس لم يكتبوا كتابًا معروفًا "، ويقول في موطن آخر " إذا أردت أن تعرف شيئًا عن السيارة فهل تذهب إلى من يعرف عنها وعن قيادتها شيئًا أو تذهب إلى من سمع بها فحسب؟ وإذا خيرت بين اثنين من صانعي السيارات فهل تذهب إلى من أجاد صنع واحدة أو إلى من صنع سيارة رديئة "؟. ومع هذا كله، فكل هذا الحجاج ليس في جانب الشاعر الناقد، وحتى اليوم لم يحقق أحد حجة فنكلمان بأن الفنان الذي ينقد الفن يميل إلى أن يحكم عليه من زاوية الجهد الفني، لا من حيث معناه أو جماله (١) .

(١) أي يعلق اهتمام الناقد إن كان فنانًا بطبيعة الجهد المبذول لا بنتيجته، وهذا على أنه لا يحقق الغاية المطلوبة من النقد فإنه يتطلب قدرًا موضوعيًا كبيرًا من روح الإنصاف.

1 / 174