Literary Criticism and Its Modern Schools
النقد الأدبي ومدارسه الحديثة
خپرندوی
دار الثقافة-بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى
د خپرونکي ځای
لبنان
ژانرونه
هامة لأنها في نظره أصل المسرحية وقاعدتها (درجات من القيم فيها شيء من روح " أليس في بلاد العجائب ") . وهو؟ من ناحية؟ منجذب إلى رومة بشدة، وكثيرًا ما تبدو كنيسته سامقة، حتى إنك لا تستطيع أن تصعدها. مثال ذلك أنه مقاله " أفكار على طريقة لامبث " (١) " يأسف " لأن الأساقفة الانجليكانيين " قد اتكأوا كثيرًا على الضمير الفردي " في موقفهم من مشكلة تحديد النسل. وهو من الناحية الأخرى لا يزال يحتفظ ببقايا قوية من البروتستانتية المتبررة التي كان يدين بها ف عهده الأول؛ وآية ذلك أنه دائمًا يقاوم السلطة دفاعًا عن وحيه الذاتي، بل إنه صرح بمبدأ " كل امرئ ناقد نفسه " (ومن الطريف أنه صرح به في خطابه عن الدين والأدب) وهو مبدأ يمكن أن يعد جوهر البروتستانتية (ومما قاله: يجب علينا جميعًا أن نحاول لنصبح نقادًا، ولا نترك النقد في أيدي الذين يكتبون مراجعات في الصحف) .
وفي مذهب اليوت مضامين اجتماعية تتراوح بين الإقطاعية والفاشية المباشرة (٢) . فقد رسم هيكلًا لدولة كنسية، تشرف على التعليم فيها منظمات رهبانية، ويكون أمر تحديد النسل فيها مسلمًا للكنيسة، وتقام الرقابة فيها في قصر لامبث (٣) وهلم جرا. وهو أنموذج من الحكومة
(١) راجع هذا المقال في " مقالات مختارة ": ص: ٣٥٣ وما بعدها.
(٢) لابد لنا من أن نقر بأن اليوت إذا اضطر للاختيار فإنه أحيانًا يختار المضامين الاجتماعية لا الدين، وفي العقد الثالث من القرن ظل لعدة سنوات يساند تشارلس موراس C. Maurras وصحيفته المسماة " العمل الفرنسي " Actuon Francaise في مجلة " المحك " Criterion فنشر لموراس نفسه مقالًا في عدد يناير (كانون الثاني) ١٩٢٨ وأثنى عليه لأنه في رأيه مثل خير من موسوليني يحتذيه الفاشيون البريطانيون. ولما أدانت الكاثوليكية موراس وصحيفته لأنه تقدم بمبدأ ينادي بأن الكاوليكية " مفيدة " للدولة الملكية أو الدكتاتورية، دافع عنه اليوت بقوله أن موراس " مهتم بمظهر ليس من الضروري أن يكون مسيحيًا، من مظاهر الكنيسة الرومانية، لأن وجهة نظره هي وجهة نظر الفيلسوف الغنوصي ". وقد أوضح دلمور شفارتز أن كون الإنسان كاثوليكيًا، وليس من الضروري أن يكون مسيحيًا (بل يكفيه أن يكون ملكيًا) أمر ممتع حقًا.
(٣) هو المقر الرسمي لرؤساء أساقفة كانتربري منذ عام ١١٩٧.
1 / 155