Literary Criticism and Its Modern Schools
النقد الأدبي ومدارسه الحديثة
خپرندوی
دار الثقافة-بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى
د خپرونکي ځای
لبنان
ژانرونه
لما فيه من تحليل حاد لمظاهر متنوعة من التاريخ الحضاري الأميركي وأحسن مثال لذلك حديثه عن " التناقض الظاهري البيورتاني " وهو: الإيمان بالجبرية في الفكرة، والعمل على أساس حرية الإرادة. ويبدو أن ونترز مدين بالتفصيلات في هذه الفكرة لهنري بمفورد باركس ويعترف ونترز بأنه مدين لباركس دينًا كبيرًا في كثير من مظاهر الفكر الأميركي، غير أن تطبيقه لتلك الفكرة على ذلك الاتجاه الرمزي عند كتاب ولاية نيوانجلند، من كتن ماذر حتى هنري آدمس، ليعد عملًا أصيلًا.
وكما أن دراسته لبو أكثر ما في كتابه إقناعًا فإن مجاوزته الحد في تقدير فنيمور كوبر أقلها إقناعًا، ذلك لأن ونترز يحاول أن يجعل من كوبر أديبًا واقعيًا، فيدافع عن الصحة المصطنعة في تلك الأعمال الباهرة التي تضمنتها قصصه " حكايات الجورب الجلدي " (١) Leatherstocking Tales بينا الأصوب إن شئنا الجد في تحليل كوبر ودراسته أن نعتبره كاتبًا رمزيًا (ذلك هو ما ارتآه د. هـ؟. لورنس وجون ماسي) . ويقتبس ونترز منظرًا يكاد يكون كاملًا من قصة " صائد الغزلان " The Deerslayer فقرة إثر فقرة، من نثر كوبر المتثاقل المترجرج المتعسر، شافعًا ذلك كله بمثل قوله " لعله عمل لا يقل عظمة في طوله عما يجده الإنسان في سائر القصص الأميركي، ما عدا ملفل ". أو قوله " وفجأة ينتحل النثر صفة العمومية والعظمة لكي يهيئ المرء لتلقي الصفة المتافيزيقية للأثر الذي يتلوه بعد قليل ". أما أعلى إطراء فيضيفه ونترز على قصة لكوبر عنوانها " ساحرة
(١) كتب كوبر (١٧٨٩ - ١٨٥١) سلسلة من خمس قصص تصور حياة " الحد الأميركي " The Frontier وتسمى باسم البطل لأنه كان يلبس جوربين طويلين من جلد الغزال ومنها الرواد The Pionrrrs والسهوب The Prairie وصائد الغزلان، وتحكي هذه القصص مغامرات البطل - ابن الغاب الذي يكره القيود ويحب الغابات ويفهم طبيعتها وهو كريم لأعدائه وأصدقائه على السواء أما قصة ساحرة الماء فتصور الحياة الأميركية على ظهر السفن واسم القصة مأخوذ من اسم السفينة.
1 / 107