فقال المخبر بضجر: ادخلوا في الموضوع، واعفونا من اللف.
فتساءل سعيد بسخرية خفية: من أي ناحية؟ - ناحية واحدة هي التي يجوز الكلام فيها، وهي ابنتك!
وزوجتي وأموالي يا جرب الكلاب! الويل ... الويل! أريد أن أتلقى نظرة من عينيك؛ كي أحترم من الآن فصاعدا الخنفساء والعقرب والدودة، سحقا لمن يطرب لأنغام امرأة، لكنه هز رأسه بالإيجاب، فقال أحد ماسحي الجوخ: بنتك في الحفظ والصون، مع أمها، وشرعا يجب أن تبقى مع أمها بنت ستة أعوام، وإن شئت أزورك بها كل أسبوع ...
فرفع سعيد صوته متعمدا ليسمع من في الخارج: شرعا هي حق لي؛ لشتى الملابسات والظروف!
فتساءل عليش في غلظة: ماذا تقصد؟
ولكن المخبر عاجله قائلا: لن يجيء من الكلام إلا وجع الدماغ!
فقال عليش بيقين: لم أرتكب جريمة، ولكنها القسمة والنصيب، والواجب أيضا، واجب المروءة دفعني إلى ما فعلت، ومن أجل البنت الصغيرة أيضا!
واجب المروءة يا ابن الأفعى! الغدر والخيانة المزدوجة، المطرقة والفأس وحبل المشنقة، ولكن ما شكل سناء الآن؟ وقال بهدوء ما استطاع: لم أتركها في حاجة، كانت لديها أموالي؛ أموال طائلة!
فهتف المخبر: تقصد مسروقاتك؟! تلك التي أنكرتها في المحكمة! - ليكن، ولكن أين ذهبت؟!
فصاح عليش: ولا مليم! صدقوني يا رجال، كانت الحال لا يسر بها عدو ولا حبيب، وحقا قمت بالواجب.
ناپیژندل شوی مخ