Linguistic Miracles in Texts from the Revelation - Lectures
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات
ژانرونه
(من) و(ما) تسمى الأسماء الموصولة المشتركة أي يشترك فيها المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث (وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (٣١) الأحزاب) (وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (٢٠١) البقرة) (من) إذن اسم موصول مشترك واسم الموصول (الذي) مختص لأنه يكون للمفرد المذكر، وعندنا التي للمفرد المؤنث واللذان للمثنى المذكر واللتان للمثنى المؤنث والذين للجمع المذكر واللائي للجمع المؤنث. (من) تحتمل الإفراد وغير الإفراد. (الذين) جمع، فلما كان الإنفاق قبل الفتح كان المنفقون قليلين والمسلمون قليلين فجاء بما يدل على المفرد والقِلّة قال (من أنفق من قبل الفتح) ولما كثروا بعد الفتح استعمل ما يدل على الجمع فقال (الذين أنفقوا) . في الموطن القليل قلل وجاء بـ (من) التي قد تستعمل للواحد (والذي تستعمل للواحد على التخصيص) ولو قال (الذي) يعني به واحدًا فقط فلا يمكن أن يقول (الذي) . أما (من) فتحتمل المفرد والجمع والمثنى. استعمل ما يدل على القلة فجاء بـ (من) الذي يحتمل القِلّة وجاء بـ (أنفق) وهذه إشارة للتفرقة بين الحالتين: هؤلاء قبل الفتح قِلّة ينفقون ويقاتلون والدواعي قليلة وليست دواعي كسب وإنما إخلاص وتضحية أما بعد الفتح فصاروا أكثر فقال (الذين أنفقوا) .
ما القرينة السياقية التي حددت (من) للقِلّة؟ السياق واضح في المقام لأنه لا شك أنهم كانوا قلة قبل الفتح وهذا معلوم في مقام المسألة والدواعي والدوافع للإشتراك في القتال قليلة، ماذا يكسب قبل الفتح؟ فالمقام يوضح ذلك.
1 / 190