46

Linguistic Beauty in Texts from Revelation - Book

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب

خپرندوی

دار عمار للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

د خپرونکي ځای

عمان - الأردن

ژانرونه

جاء في تفسير ابن كثير: "وقد تُعدَّى الهداية بنفسها كما هنا: ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ فتضمن معنى ألهمنا أو وَفِّقنا أو ارزقنا أو أعطنا ﴿وَهَدَيْنَاهُ النجدين﴾ [البلد: ١٠] أي: بيّنا له الخيرَ والشر". وقد تُعدى بإلى كقوله تعالى: ﴿اجتباه وَهَدَاهُ إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [النحل: ١٢١] . ﴿فاهدوهم إلى صِرَاطِ الجحيم﴾ [الصافات: ٢٣] . وذلك بمعنى الإرشاد والدلالة وكذلك قوله: ﴿وَإِنَّكَ لتهدي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: ٥٢] . وقد تعدى باللام كقول أهل الجنة: ﴿الحمد للَّهِ الذي هَدَانَا لهاذا﴾ [الأعراف: ٤٣] . أي وفَّقنا لهذا وجعلنا له أهلًا". وفي اللسان: "هديته الطريق والبيت هداية، أي: عَرَّفته، لغة أهل الحجاز، وغيرهم يقول: هديته إلى الطريق، وإلى الدار، حكاها الأخفش". قال ابن بري: يقال: هديته الطريق بمعنى عرّفته فيعدى إلى مفعولين، ويقال: هديته إلى الطريق، وللطريق على معنى أرشدته إليها. فيعدى بحرف الجرِّ كأرشدت قال: ويقال: هديت له الطريق على معنى بَيَّنتُ له الطريق". وفيه أيضًا أن "هديت لك في معنى (بينت لك) وقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ﴾ [السجدة: ٢٦] . قال أبو عمرو: أَوَ لم يُبَيِّنْ لهم". فعلى هذا يكون: (هداه الطريق) بمعنى عرّفه الطريق، و(هداه إلى الطريق وللطريق) بمعنى أرشده إليه، ويقال: (هداه للطريق) بمعنى بيّنه له أيضًا.

1 / 50