44

Linguistic Beauty in Texts from Revelation - Book

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - كتاب

خپرندوی

دار عمار للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

د خپرونکي ځای

عمان - الأردن

ژانرونه

ومنها: أنه "ذكر توطئةً للدعاء في قوله: اهدنا". ثم إنَّ الطلبَ من الحاضر أقوى من الطلب من الغائب. "ومنها: أن الكلام من أول السورة إلى هنا ثناءٌ، والثناء في الغيبة أَوْلى، ومن هنا إلى الآخر دعاءٌ، وهو في الحضور أولى، والله تعالى حييٌّ كريم. وقيل: "إنه لما كان الحمد لا يتفاوت غيبة وحضورًا، بل هو مع ملاحظة الغيبة أدخل وأتم، وكانت العبادة إنما يستحقها الحاضر الذي لا يغيب كما حكى سبحانه عن إبراهيم، ﵇ ﴿فَلَمَّآ أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفلين﴾ [الأنعام: ٧٦] . لا جَرمَ عَبَّرَ ﷾ عن الحمد بطريق الغيبة وعنها بطريق الخطاب إعطاء لكلٍّ منهما ما يليقُ من النسق المستطاب". وقيل غير ذلك، والله أعلم. ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ . معنى الهداية الإرشاد والدلالة والتبيين والإلهام. وفعل الهداية قد يُعدَّى بنفسه نحو قوله تعالى: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السبيل إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ [الإنسان: ٣] . وقوله: ﴿وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا﴾ [الفتح: ٢]، وقد يُعدَّى بإلى كقوله: ﴿وَإِنَّكَ لتهدي إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: ٥٢] . وقوله: ﴿وَأَهْدِيَكَ إلى رَبِّكَ فتخشى﴾ [النازعات: ١٩] . وقد يعدى باللام كقوله: ﴿الحمد للَّهِ الذي هَدَانَا لهاذا﴾ [الأعراف: ٤٣] .

1 / 48