وقال: ﴿خاشعة أبصارهم تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ﴾ . فوصف الأبصار بالخشوع.
وقال: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ﴾ [الغاشية: ٢] . فوصف الوجوه به.
وقال: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمنوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله وَمَا نَزَلَ مِنَ الحق﴾ [الحديد: ١٦] . فوصف القلب بالخشوع.
وليس ذلك مقصورًا على الصلاة كما هو واضح. قال تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الكتاب لَمَن يُؤْمِنُ بالله وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خاشعين للَّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بآيات الله ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ [آل عمران: ١٩٩] .
وقال: ﴿إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي الخيرات وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: ٩٠] .
وقال: ﴿وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذل يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾ [الشورى: ٤٥] .
فتقديم الصلاة ههنا أهم وأهم.
وقال بعدها:
﴿والذين هُمْ عَنِ اللغو مُّعْرِضُونَ﴾ .
اللغو: "السقط، وما لا يُعتَدُّ به من كلام وغيره ولا يحصل منه على فائدة ولا نفع". وفي (الكشاف): "إن اللغو ما لا يعنيك من قولٍ أو فعل، كاللعب والهزل وما توجب المروءة إلغاءه واطّراحهُ".
وقال الزجاج: "اللغو: هو كل باطل ولهو وهزل ومعصية، وما لا يَجْملُ من القول والفعل..