نور الإسلام وظلمات الكفر في ضوء الكتاب والسنة

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
22

نور الإسلام وظلمات الكفر في ضوء الكتاب والسنة

نور الإسلام وظلمات الكفر في ضوء الكتاب والسنة

خپرندوی

مطبعة سفير

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

المبحث الثاني: ظلمات الكفر المطلب الأول: مفهوم الكفر أولًا: الكفر: بالفتح: الستر والتغطية، يُقال: كفر الزارع البذر في الأرض: إذا غطّاه بالتراب. وبالضم: ضِدُّ الإيمان، وكفر نعمة الله، وبها كُفُورًا وكفرانًا: جحدها، وسترها، وكافره حقه: جحده، والمكفَّرُ كَمُعَظَّمٍ: المجحُودُ النِّعمةِ مع إحسانِهِ. وكَافرٌ: جاحدٌ لأنْعُمِ الله تعالى (١). فالكفر: هو الستر، وجحود الحق، وإنكاره، والكافر: ضدّ المسلم، والمرتدّ: هو الذي كفر بعد إسلامه؛ بقول، أو فعل، أو اعتقاد، أو شكّ، وحدُّ الكفر الجامع لجميع أجناسه، وأنواعه، وأفراده: هو جحد ما جاء به الرسول ﷺ، أو جحد بعضه، كما أن الإيمان: اعتقاد ما جاء به الرسول ﷺ، والتزامه، والعمل به جملة وتفصيلًا (٢)، والكفر هو: أوّل ما ذُكِرَ من المعاصي في القرآن الكريم، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ (٣)، وهو أكبر الكبائر على الإطلاق، فلا كبيرة فوق الكفر (٤)، والكفر كفران: الكفر الأول: كُفر يُخرج من الملّة، وهو «الكفر الأكبر». الكفر الثاني: كفر لا يُخرج من الملّة، وهو «الكفر الأصغر» أو كُفر دون كفر (٥).

(١) القاموس المحيط، فصل الكاف، باب الراء، والمعجم الوسيط، ص٧٩١. (٢) إرشاد أولي البصائر والألباب لنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب، للسعدي ﵀، ص١٩١. (٣) سورة البقرة، الآية: ٦. (٤) الكلمات النافعة في المكفرات الواقعة، ص٥. (٥) مجموعة التوحيد لشيخي الإسلام: أحمد بن تيمية، ومحمد بن عبد الوهاب، ص٦.

1 / 23