أنت أولى بالبقاء (6) هنا وهناك
سيدتي أم سري!
نحن نبكي هنا حزنا عليك وشوقا إليك، ولست أشك أنك واقفة على شرفة الآخرة تبكين حزنا علينا، وشوقا إلينا.
يخيل إلي أنك تقولين لأمك وأبيك وسائر الأهل الذين رحبوا بك، وأحلوك بينهم في المكان العالي: أحب أن أرجع إلى زوجي وأولادي وأهلي، ردوني إليهم.
يخيل إلي أنك لست راضية هناك، كما أننا لسنا راضين هنا، إنك مقهورة هناك، كما أننا مقهورون هنا.
يخيل إلي أنك تقولين لهم: إن داركم هذه لا تملأ عيني، إن بيتي المتواضع على الأرض أجمل منها، إن حياتنا هناك أجمل من حياتكم هنا، ردوني إلى الأرض.
يخيل إلي أنك لا تنقطعين عن البكاء وهم مقبلون عليك يدارونك، ويحاولون تخفيف حزنك، وإغراءك بنعيمهم، فتعرضين عنهم، ولا تقبلين عزاء.
أما نحن فكم نود لو نستطيع أن نحمل على الآخرة حملة شعواء، ونقتحم الأبواب ولو حمتها سيوف من نار لنردك إلينا، أو نموت على عتبة الآخرة فنعذر. (7) أتجلد
يهتاجني الشوق، فأتجلد، ولا أنبس بكلمة.
يثور بي الحزن فأتجلد، ولا أنبس بكلمة.
ناپیژندل شوی مخ