وأبي هريرة وغيرهما من الصحابة يخالف قول السدى هذا من بعض الوجوه وهي أولى بالتقديم والترجيح.
(رابعًا) إن هذا الشيعي الذي يدعى التحقيق لم يذكر قول السدى كله (١)، بل أسقط منه قول النبي ﷺ المروي عن غير السدى أيضًا «أما ترضى يا أبا بكر أن كنت معي في الغار وأنك صاحبي على الحوض؟» قال: بلى يا رسول الله. فسار أبو بكر على الحاج وعلى يؤذن ببراءة. فقام يوم الأضحى فقال: لا يقربن المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا، ولا يطوفن بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله ﷺ عهد فله عهده إلى مدته. وإن هذه أيام أكل وشرب، وإن الله لا يدخل الجنة إلا من كان مسلمًا. فقالو: نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك إلا من الطن والضرب فرجع المشركون، فلام بعضهم بعضًا وقالوا ما تصنعون وقد أسلمت قريش؟ فأسلموا اهـ نص رواية السدي هذه في تفسير ابن جرير (ص ٢٧ج١٠ من الطبعة الاميرية) .
فإذا كان هذا الشيعي يعتمد هذا الرواية - كما هو الظاهر من اختياره
(١) ولم يكن العاملي متفردا - مع الأسف - بهذا الصنيع وحده، بل وافقه في ذلك آخرون على تفاوت بينهم في البتر والحذف، كالأميني في ما يسمى بـ"موسوعة الغدير " ٦ / ٣٤٩ وكذلك مؤلف كتاب أسماه "الحقائق في تاريخ الإسلام ص ١٠٤ " وقد حذف الأخير كل ما يتعلق بفضل أبي بكر ﵁ في هذه الرواية.