169

Lessons of Sheikh Abdul Karim Al-Khudair

دروس الشيخ عبد الكريم الخضير

ژانرونه

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة عن أنس بن مالك قال: لما عرج بالنبي ﷺ إلى السماء قال: «أتيت على نهرٍ حافتاه كقباب اللؤلؤ المجوف فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر» ثم قال ابن كثير: وقد تواترت، قد تواتر هذا الحديث من طرقٍ تفيد القطع عند كثير ٍمن أئمة الحديث، وكذلك أحاديث الحوض، من الأحاديث المتواترة المقطوع بها أحاديث الحوض. وفي تفسير الرازي: ووجه التوفيق بين القولين، يعني ما جاء من أنه هو نهر وما جاء من تفسيره بالحوض، يقول: ووجه التوفيق بين القولين يعني النهر والحوض أن يقال: لعل النهر يصب في الحوض، أو لعل الأنهار إنما تسيل من ذلك الحوض، فيكون ذلك الحوض كالمنبع لهذه الأنهار. وفي تفسير القرطبي المسمى بالجامع لأحكام القرآن: يقول -رحمه الله تعالى-: العرب تسمي كل شيءٍ كثير في العدد والقدر والخطر كوثرًا، قال سفيان: قيل لعجوزٍ رجع ابنها من السفر بما آب ابنك؟ قالت: بكوثر، أي بمالٍ كثير، والكوثر من الرجال السيد الكثير الخير، ثم قال: واختلف أهل التأويل في الكوثر الذي أعطيه النبي ﷺ على ستة عشر قولًا. القول الأول: أنه نهر في الجنة، رواه البخاري عن أنس، ورواه الترمذي أيضًا عنه وعن ابن عمر. الثاني: أنه حوض النبي ﵊ في الموقف، قاله عطاء. والقول الثالث: أنها النبوة والكتاب، قاله عكرمة. والرابع: أنه القرآن، قاله الحسن. والخامس: أنه الإسلام، حكاه بعضهم. والسادس: أنه تيسير القرآن - ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾ [(٤٠) سورة القمر] فلا شك أن هذا التيسير نعمة من الله -جل وعلا- يمتن به على عباده- وتخفيف الشرائع قاله: الحسين بن الفضل. السابع: هو كثرة الأصحاب والأشياء، قاله أبو بكر بن عياش. والقول الثامن: أنه الإيثار، قال ابن كيسان. والقول التاسع: أنه رفعة الذكر، حكاه الماوردي. والقول العاشر: أنه نور في قلب النبي ﵊ فضله على ما سواه. والحادي عشر: أنه الشفاعة.

7 / 7