Lessons by Sheikh Safar al-Hawali
دروس للشيخ سفر الحوالي
ژانرونه
تحاكم إلى الطاغوت
يقول الشيخ محمد بن إبراهيم ﵀: ' والطاغوت مشتق من الطغيان، وهو: مجاوزة الحد، فكل من حكم بغير ما جاء به النبي ﷺ أو حاكم إلى غير ما جاء به النبي ﷺ فقد حكم بالطاغوت وحاكم إليه، وذلك أنه من حق كل أحد -أي: من واجبه- أن يكون حاكمًا بما جاء به الرسول ﷺ، فقط لا بخلافه، كما أن من حق كل أحد أن يحاكم إلى ما جاء به النبي ﷺ، فمن حكم بخلافه أو حاكم إلى خلافه فقد طغى، وجاوز حده حكمًا أو تحكيمًا، فصار بذلك طاغوتًا لتجاوزه حدَّه'.
وأحيانًا يكون طاغوتًا؛ لأنه تجاوز حده وافترى على الله الكذب، وقال: أنا أشرع للناس ما فيه مصلحة لهم، وأضع القوانين لذلك.
وأحيانًا قد يتجاوز بالشيء حده وهو ليس بمتجاوز بذاته كما لو اجتهد مجتهد من الأئمة المجتهدين في مسائل وأفتى فيها، فجاء أناس من أتباعه فقدموا كلامه على كلام الله ورسوله فردوا كل شيء اختلفوا فيه إلى كلامه، وقدَّموا كلامه على كلام الله ورسوله ﷺ، فإن هؤلاء قد جعلوه طاغوتًا وتجاوزوا به حده، إذ حدَّه أن يكون عبدًا صالحًا لله، أو إمامًا مجتهدًا إن كان كذلك، حتى الملك المقرب جبريل ﵇ حدَّه أن يكون ملكًا لله، والرسول ﷺ حدَّه أن يكون عبد الله ورسوله، وخيرته من خلقه إلى آخر ما ذكر الله تعالى عنه، وأخبر به النبي ﷺ عن نفسه.
لكن أن يعبد من دون الله، أو أن يُدعى جبريل أو محمدًا ﷺ أو غيرهم، ويستعان بهم، ويصرف لهم شيء من الربوبية أو الألوهية؛ فمن فعل ذلك فقد تجاوز بهم الحد، فإن هذا من الكفر الصريح.
وينبغي أن نفرق بين الطاغوت الحقيقي وبين من يُتخذ أو يُجعل طاغوتًا وليس هو بطاغوت، وإنما جعله طاغوتًا من تجاوز حده الشرعي من الناس.
ومثاله: عيسى ﵇، فقد اتُخذ إلهًا من دون الله، فلا يُسمَّى طاغوتًا وحاشاه، وقد قال فيما ذكره الله عنه: ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ﴾ [المائدة:١١٧]، ولكن النصارى غلوا فيه وجاوزوا به حده.
2 / 3