171

Lessons by Sheikh Safar al-Hawali

دروس للشيخ سفر الحوالي

ژانرونه

الجواب على من يقول: ليس كل بدعة ضلالة السؤال كيف نرد على الذين يقولون: ليس كل بدعة ضلالة؟ الجواب الردود كثيرة وليست ردًا واحدًا، وحسبك في كل بدعة أن تعلم من أوجدها، ومتى أسست؛ لتعرف هل فعل ذلك النبي ﷺ أم لا، فأي دليل يريده هذا الذي يجادل ويخاصم والذين يكذبون النبي ﷺ في قوله: ﴿كل بدعة ضلالة﴾ فـ (كل) لفظ كلي، فمن قال: إن بعض البدع حسنة فقد أخطأ، فإذا أتينا إلى الفصل -مثلًا- وقلنا: كل الطلاب حاضرون، ثم قال بعض الإخوان: لا، بعض الطلاب لم يحضروا، أليس هذا نقضًا للكلام الأول؟ فإذا قال ﷺ كل بدعة ضلالة، ثم يأتي من يقول لا هناك بدعة حسنة، ويستدل بأدلة قياسًا أو إما استحسانًا، فيلتمس وينتحل من الأدلة التي لا دلالة فيها لقوله ليعارض بذلك وليكذب الدليل الصريح القطعي الذي كان يكرره النبي ﷺ في خطبه، وهو: كل بدعة ضلالة، فهو يقر أن هذه عملت بعد وفاته ﷺ بقرون لكنه يتحمل لها أدلة أخرى، وهذا هو حال أهل البدع، نسأل الله أن يعافينا وإياكم. واعلموا بأننا لم نكلف بأن يهتدي أهل البدع ولا أهل الشرك، ولا يقل أحدكم تعبت معهم فلم يهتدوا، وإنما أمرنا أن نقيم الحجة عليهم، وأن ندعو إلى الله وأن نبلغ الحق، وإلا فرسولنا محمد ﷺ لا أحد أبلغ منه ولا أحد أنقل للدعوة منه ولا أفضل من صفاته وأخلاقه، مع ذلك فقد كفر به من كفر، وكذبه من كذبه، حتى قاتلوه في بدر وفي الأحزاب وغير ذلك، فنحن ليس علينا إلا البلاغ، فإذا كان ﷺ عليه البلاغ فقط، فنحن من باب أولى علينا ذلك، وليس علينا أن يقتنع أولئك، وشبهاتهم لن تنقضِ؛ لأن الدافع لهم ليس الدليل، وإنما مرض في القلب لن ينتهِ إلا إذا تابوا، فمرض القلب دائمًا يبحث ويتنقل من دليل إلى دليل، ومن شبهة إلى شبهة حتى ولو لم يجد شيئًا، نسأل الله أن يعافينا وإياكم.

6 / 17