199

Lessons by Sheikh Ibrahim Al-Dweesh

دروس للشيخ إبراهيم الدويش

ژانرونه

حكم الإعراض عن الدعوة خوف الرياء
السؤال
ما رأيك فيمن يعرض عن الوعظ والإرشاد في بيوت الله مع أن الله أعطاه علمًا يؤهله لأن يدعو وينصح الناس ويذكرهم، لكنه يعرض ادعاء للورع، وأنه لم يحن وقت ذلك بعد، فهل يكون ممن كتم علمًا ويعاقب على ذلك؟! وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
هذا مما ابتلي به كثير من طلبة العلم وللأسف في مثل هذا الزمن، الورع البارد أو الورع الكاذب، فتجد أن طالب العلم قد تعدى مرحلة الجامعة ولديه حصيلة طيبة من العلم درسها في خضم سنوات، وربما أنه ما زال طالبًا للعلم بثنيه ركبه عند العلماء وفي حلقات العلم، ومع ذلك تجد أنه لا يعمل بعلمه ولا يقوم بالعمل بعلمه، وكلما حُدِّث أو طلب منه أمر تجده يبادر بالاعتذار مظهرًا التواضع أو الورع لنا.
ونحن نقول لهذا وأمثاله: إن لم تعمل بعلمك الآن فمتى أيها المحب؟! والنبي ﷺ يقول: (بلغوا عني ولو آية) ولا شك أنك تعلم خيرًا كثيرًا، فنحن نقول لكل إنسان يعلم شيئًا: بلغ هذا العلم بقدر ما عندك، لا نطلب منك فوق طاقتك ولا نطلب منك ما لا تطيق، إنما الذي نطلبه أيها المحب! أن تبلغ ما لديك بقدر ما تستطيع.
إذًا: لا حجة لك، وأخشى والله عليك أن تقدم على الله ﷿ ولك علم بلا عمل، والله أعلم بحالك.
مع الأسف أصبح الورع والتواضع شماعة يعلق عليها كثير من طلبة العلم كسلهم وفتورهم وقعودهم عن العمل وربما خوفهم وغير ذلك، وهذه مصيبة.
ونقول لأمثال هؤلاء: الله أعلم بحالكم، وإن تظاهرتم لنا بالورع والتواضع.

8 / 28