69

Lessons by Sheikh Abi Ishaq Al-Huwaini

دروس للشيخ أبي إسحاق الحويني

ژانرونه

نصيحة للشيخ حول التخصص في طلب العلم
السؤال
أجد في نفسي الميل إلى تعلم علم واحد فقط من علوم الشريعة الإسلامية، أما تعلم العلوم الأخرى، فلا أميل إليها؟
الجواب
العلوم تتبعض وتتجزأ، لكن عادةً علوم الشريعة قنوات بعضها يؤدي إلى بعض، فإذا تعلم الرجل نوعًا واحدًا فقط من العلم، وجهل الباقي فأنا أظن أنه سوف يكون عنده شيء من مزلة الأقدام في ذلك العلم، لكن هو يتبحر في ذلك العلم الذي يحبه، ويكون له مشاركات في العلوم الأخرى، يعني لا أتصور مثلًا رجلًا يتعلم الفقه، ويجهل علم المصطلح تصحيحًا وتضعيفًا، وإلا فعلم الفقه كله قائم على افتراض صحة الحديث، فإذا لم يكن عنده خبر بصحة الحديث من ضعفه، فيستطيع المخالف له أن يهدم دليله، وأن يهدم له حكمه بادعاء ضعف دليل المسألة، وحينئذٍ لا يجد بين يديه دليلًا.
ولذلك أنا لا أظن أن هناك رجلًا يستقيم له الأمر في أي علم إلا إذا ضرب بسهم وافر في علم الحديث، لأنه كما يقول أرباب العلوم: علم الحديث علمٌ خادم، والعلوم الأخرى مخدومة، فعلم الحديث ومصطلحه هو مهيمن، فمثلًا: لو أن هناك إنسانًا مرفهًا لا يستطيع أن يعيش بغير خادم، فمرض خادمه، فقد يموت من الجوع، فهو لا يستطيع أن يصنع لنفسه طعامًا؛ لأن الخادم هو الذي يفعل له كل شيء، فإذًا حياة هذا الإنسان إنما هي بالخادم، فلو مات الخادم، أو ذهب وتركه؛ فهذا الإنسان لا يساوي شيئًا، كذلك علم الحديث كل علم يحتاج إلى هذا العلم، فأنا أنصحه إذا كان العلم الذي يميل إليه، بخلاف علم الحديث، فله ذلك، لكن لابد من أن يضرب بسهمٍ في علم الحديث حتى يضمن سلامة أدلته، والله أعلم.

7 / 12