Lessons by Sheikh Abdul Rahman Al-Sudais
دروس للشيخ عبد الرحمن السديس
ژانرونه
لا يقبل الله دينًا غير الإسلام
أيها المسلمون: إن دينكم الإسلامي دين عظيم اختاره الله لكم ومَنَّ به عليكم، فهو خلاصة أديان الأنبياء وخاتمتها، ولا يقبل الله ﷿ من أحد غيره: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ﴾ [آل عمران:١٩] ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران:٨٥] وقد وصاكم ربكم ﷿ باتباعه والتمسك به، وحذركم من سلوك السبل المعوجَّة قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام:١٥٣].
يا عباد الله: والتاريخ الإسلامي أكبر شاهد عملي على أن عزة المسلمين ونصرتهم تكمن في تمسكهم بدينهم واستقامتهم على شريعة ربهم، فقد حوَّل الإسلامُ عبر القرون الأعراب رعاة الغنم إلى قادة شعوب وساسة أمم، حتى قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ يومًا لـ أبي عبيدة ﵁ حين أشار عليه أن يركب البعير وألا يخوض في الوحل، عندما مشى على الأقدام في سفره إلى بيت المقدس وهو أمير المؤمنين فقال له عمر: [[لو غيرك قالها يا أبا عبيدة لأوجعته ضربًا]] ثم ذكر حالهم في الجاهلية وما بدلهم به الله ﷿ بعد الإسلام، وكان مما قال ﵁: [[نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله]] وصدق الله ﷿: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون:٨].
ثم ما الذي حدث اليوم؟!
خلف من بعد هذه الأجيال والقرون الفاضلة خُلوفٌ متتابعة، أهملوا أمر الدين واستهانوا بحقوقه وعبثوا بواجباته، وتجرءوا على انتهاك حرمات الله، أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، وارتكبوا المحرمات والمنكرات، وتكاسلوا عن الطاعات والعبادات، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
29 / 3