Lessons by Sheikh Abdul Aziz Bin Baz
دروس للشيخ عبد العزيز بن باز
ژانرونه
منهج الإمام ابن باز في الفتيا
فضيلة الشيخ عبد الله، لا شك أن المزايا كثيرة بسماحة فقيد الأمة الإسلامية لكنكم وقد عملتم معه في مجال البحث والفتيا على وجه الخصوص، لعلكم تحدثونا عن منهجه ﵀ في هذا الباب وكيف برز وبرع فيه؟ الشيخ: في الواقع أولًا إنني أرى أن سماحته قدوة الأرض، ولكنها قدوة عزيزة المنافع، فهو ﵀ يمكن أن يقول أي عالم من العلماء: لعلي أحظى بالاقتداء بسماحته وأكون مثله، ولكن أنى ذلك، فهو ﵀ عالم من علماء الحديث فهو حجة فيه، وعالم من علماء الفقه فهو يقول ما يفهم به، وما يقوله في الفقه على بصيرة من الأمر وبدليل لا يتطرق إليه شك، هو ﵀ كريمٌ لنفسه كرمًا لا يمكن إلا أن يعظم الله ﷾ على هذه الهبة العظيمة التي وهبها لهذا العالم الجليل، ولهذا التقي الولي الكريم رحمة الله عليه.
كريم في ماله؛ فقد حدثني بعض المسئولين عن شئون بيته الخاصة، بأنه ينفق ما لا يقل عن ألفين وخمسمائة ريال يوميًا هذا في الأمور العادية، فمن يكون بمثله عليه رحمة الله، كريم في تواضعه فهو ﵀ يذكر بما كان عليه رسول الله ﷺ حينما كان يستمع إلى المرأة ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ﴾ [المجادلة:١] فكان ﷺ يستمع إليها بروح كلها تواضع وكلها أمل فيما يعطيه من كلام، فكان شيخنا رحمة الله عليه مثلًا أو هو في الواقع مقتدٍ الاقتداء الكامل برسول الله ﷺ، كان مجلسه ﵀ مجلس تُقى وعلم وصلاة، من حين يبدأ المجلس سواء كان مجلسًا من مجالسه الخاصة في بيته، أو كان مجلسًا من المجالس التي يُدعى إليها من إخوانه ومن أبنائه، فهو في الواقع بمجرد أن يصل أولًا يبدأ بمن يقرأ من كتاب الله، ثم بعد ذلك يشرح ما يتيسر، ثم بعد ذلك تنهال عليه المسألة، فكل مجلس من مجالسه يعتبر منتدىً علميًا، هذا في الواقع يعتبر قدوة عظيمة وقدوة أستطيع أن أؤكد أنه قدوة صعبة المنال.
وكان ﵀ فيما يتعلق بتعاملنا أو تعلمنا منه رحمة الله عليه في مجالسنا العملية معه، كان يعطي من التأصيل والتقعيد الفقهي لأي مسألة من المسائل ما يمكن أن نصل إلى المطلوب فيها، وهو ﵁ وأرضاه ورحمه الله رحمة واسعة حينما يعطي هذه التوجيهات لنصل إلى نتيجة هي محل اعتبار، وهذا ما نلاحظه في مجلس هيئة كبار العلماء وفي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وفي مجالستنا معه ﵀، وفي نفس الأمر ليس متعصبًا لرأيه إذا رأى أن رأيه فيه احتمال وأن الرأي الآخر هو الرأي الراجح، فهو في الواقع يترك رأيه ويرجع إلى الرأي الراجح، ويقول بعد ذلك: اللهم اهدنا فيمن هديت، فدائمًا يكرر هذه العبارة ﵀ رحمة واسعة، فالواقع أن الحديث عن سماحته لا ينقضي، ولا يمكن أن تنهيه جلسة أو جلستان من هذه الجلسات.
7 / 11