134

Leaders of the Conquest of Andalusia

قادة فتح الأندلس

خپرندوی

مؤسسة علوم القرآن

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

د خپرونکي ځای

منار للنشر والتوزيع

ژانرونه

طرافة (١).
وقد استطاع لذريق، أن يقضي على كل أمل لأبناء غيطشة وأنصارهم، بعد أن استمر يوالي غزوهم أشهرًا متتابعة، فاستتب له الأمر من ناحيتهم، وأوشك أن يستتب له الأمر في سائر البلاد.
د - أحوال إسبانيا تحت حكم القوط:
لم يغير القوط شيئًا كثيرًا من أحوال المجتمع الإسباني في العصر الروماني: ظلت الأرستقراطية الرومانية القديمة على عهدها من الغنى والسيطرة على الناس، وظل الأحرار من أهل المدن والتجار وأصحاب المزارع الصغيرة يعيشون تحت رحمة الأقوياء في حال هي وسط بين الحرية والرق، وظلت بقية أهل البلاد رقيق أرض أو عبيدًا يشْقَون في سبيل الأقلية الغنية المسيطرة. وقد ائتلف الأغنياء مع القوط، لكي يحتفظو بأملاكهم، واستقر نفر كبير من هؤلاء بالمزارع واشتغلوا بالزراعة، وإن بقيت أغلبيتهم تقيم في المدن في معسكرات تعيش على إتاوات وضرائب فرضوها على الزراع وضعاف أهل المدن، حتى ساء أمرهم كثيرًا.
ولم يكن القوط كثيرين، ولم يكن بهم ميل إلى المشاركة في صناعة أو زراعة، فظلوا غرباء عن البلاد في الغالب، ولم يخلِّفوا فيها من الآثار بما يمكن مقارنته بما خلفه الفرنجة في فرنسة مثلا.
ولم تنعم البلاد في حكم القوط بنصيب كبير من الطمأنينة والرخاء، لأن العصر كله كان عصر اضطراب وفوضى في أوروبة كلها لا في إسبانيا وحدها. وانهارت في نواحي غرب أوروبة قواعد المجتمع الروماني الثابت القديم، الذي كان يقوم على تقسيم الأرض بين الدولة وطائفة من كبار الأغنياء المقيمين في الريف، ثم تأجيرها بعد ذلك للفلاحين يزرعونها ويؤدون عنها

(١) نفح الطيب (١/ ٢٤٧ - ٢٤٨)، وقد أورد معظم مؤرخي المسلمين هذه الأسطورة، وانظر: Saavedra. op.cit. pp. ٤٠-٤٣

1 / 135