#133#
[11] ما روي من الدعاء في ليلة النصف من شعبان:
11 - أخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى الصوفي، قراءة عليه من أصل سماعه، أخبركم أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي السمسار، فأقر به، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك الواعظ، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن إسماعيل الأيلي، حدثنا #134# بكر بن سهل، حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي، حدثنا سليمان بن أبي كريمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي، وبات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندي، فلما كان في جوف الليل فقدته، فأخذني ما يأخذ النساء من الغيرة، فتلفعت بمرطي، والله ما كان خزا ولا قزا ولا حريرا ولا ديباجا ولا قطنا ولا كتانا، قيل: ومم كان؟ قالت: كان سداه شعرا، ولحمته من أوبار الإبل، وطلبته في حجر نسائه فلم أجده، فانصرفت إلى حجرتي، فإذا به كالثوب الساقط على وجه الأرض #135# ساجدا وهو يقول: في سجوده:
((سجد لك سوادي وخيالي، وآمن بك فؤادي، هذه يدي وما جنيت بها على نفسي، يا عظيم رجاء لكل عظيم، اغفر الذنب العظيم، سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره))، ثم رفع رأسه، فعاد ساجدا فقال: ((أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقابك، وبك منك، أنت كما أثنيت على نفسك، أقول كما قال أخي داود -عليه السلام- أعفر وجهي في التراب لسيدي، وحق له أن يسجد)) ثم رفع رأسه فقال: ((اللهم ارزقني قلبا نقيا، لا كافرا ولا شقيا)). ثم انصرف فدخل معي في الخميلة، ولي نفس عال، فقال: ((ما هذا النفس؟)) فأخبرته، فطفق يمسح بيده على ركبتي ويقول: ((ويس -كلمة ترحم- هاتين الركبتين ما لقيتا في هذه الليلة، ليلة النصف من شعبان، ينزل الله -عز #136# وجل- إلى السماء الدنيا فيغفر لعباده، إلا لمشرك أو مشاحن)).
تم الجزء، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
مخ ۱۳۳